[b]قال الشيطان: لم تتزوج منذ خمسين عاماً.
ومات أهلها جميعاً ثم انتقلت للحياة فى حى شعبى بمفردها.. عجوز لا أحد يعرفها ولا شئ يسعدها.. عجوز شمطاء كارهة للناس وللخلق.. ماتت العجوز ولم يعرف أهل الحى إلا عندما اشتموا الرائحة الكريهة تنبعث من الشقة.
قال إبليس: التالي
قال الشيطان: شخص هندى تشاجر مع مصرى فى مدينة نيودلهى بسبب خلاف عقائدى اتهمه فيها المصري بالحماقة وكيف يعبد ما يأكله فهاج عليه الهنود وكادوا يقتلونه فهرب المصرى..
قال إبليس: تابع
قال الشيطان: ثم تعيين هذا الهندى ملحقاً ثقافياً بسفارة الهند فى مصر أما المصرى فأصبح ضابطاً كبيراً فى الجيش المصرى مما أدى بعد مرور خمسة عشر عاماً على تقابلهما فى أحد مؤتمرات القاهرة.
قال إبليس: دنيا صغيرة
قال الشيطان: قام المصرى الخبيث بالتودد إلى الهندى وأقنعه بالذهاب معه إلى الريف المصرى وهناك كان قد وضع خطته المحكمة.
قال إبليس: ما هى؟
قال الشيطان: كانت ليلة العيد وشاهد الهندى الأبقار تذبح بالعشرات فأصابته لوثة عقلية والضابط وأهله يضحكون بلا انقطاع من مشهد وجه هذا الهندى.
قال إبليس: هل جن؟
قال الشيطان: ذهب يجرى غاضباً وهو يصرخ فصدمته سيارة مسرعة على الطريق الزراعى لينتقل على أثرها إلى المستشفى بين الحياة والموت.
قال إبليس غاضباً: حكاية مملة
ثم أشار إلى آخر قائلاً: أنت
قال الشيطان: شاب مسكين فى أحد المناطق الشعبية فى مصر ينفق على أهله تعارك مع أحد البلطجية أمام فرن عيش
قال إبليس: ثم
قال الشيطان: لم يهنأ البلطجى بالنوم عندما أحرجه الشاب أمام المارة خاصة أنه تعود على أن يأخذ الخبز دون أن يقف فى الطابور إلا أن هذا الشاب تمكن فى أخذ الخبز قبل وكاد أن يضربه.
قال إبليس: شاب شجاع
قال الشيطان: بل أحمق وسوست البلطجى فاصطحب معه اثنان من زملائه ليلاً ثم طرقوا باب منزل هذا الشباب.. قال إبليس: هل كان يعرفونه؟
قال الشيطان: فى المناطق الشعبية يعرف معظم الناس بعضهم.
قال إبليس: هل خرج لهما؟
قال الشيطان: خرج بغضب بعد أن اتهموه بأنه امرأة واتهموا شقيقاته بأنهن عاهرات..
ضربوه بالمطاوى والسنج ليسقط صريعا قبل أن يفروا هاربين دون تدخل أحد من أهل الحى الذين رآوا ذلك.
قال إبليس: قوم جبناء.
ثم أشار إلى آخر قائلاً: أنت
قال الشيطان: لم يعد سواى
عرفت فرقة مسرحية صغيرة فى شارع محمد على أحب فيها شابان بعضهما و تواعدا على الزواج لكن الفتاة أصبحت أكثر شهرة من الشاب بكثير بعد ذلك وتركته لعذابه ومعاناته..
قال إبليس: كيف ذلك؟
قال الشيطان بخبث : باعت جسدها لمخرج ما ليصنع منها نجمة من أشهر نجمات السينما أما الشاب فقبع ممثلاً هامشياً يمثل فى مسارح الدولة ولا يعرفه أحد.
قام الشاب بعد ذلك بالاتجاه نحو الإخراج المسرحى وحقق نجاحاً لا بأس به فى ذلك حتى أنه افتتح مسرحه الخاص وأخرج أعمالاً رائعة جعلته بحق أحد المخرجين المعدودين فى مصر.
قال إبليس: ماذا عن الممثلة؟
قال الشيطان: بعد كل هذه الشهرة أصاب فيلتها ماس كهربائى احترقت على إثره الفيلا واحترق وجهها تماماً فصرفت كل ما تملك من أموال على جراحات التجميل ولكن بلا فائدة.
قال إبليس: قضاء الله
قال الشيطان: لم يعد أحد يعرفها وتنكر لها المخرجون والمنتجون فانهارت نفسياً ثم عادت إلى صديقها القديم تطلب منه أن تمثل.
قال إبليس: هل قبل؟
قال الشيطان: وسوست له حتى وافق بعد مضى مدة على تأليف مسرحية اسمها (المشوهة) كانت هى بطلتها كان هدفه من ذلك الانتقام منها على ما فعلته معه فى السابق وجعل الناس يضحكون منها فى المسرحية.
قال إبليس: وماذا كان دورها فى المسرحية؟
قال الشيطان: شحاذة مشوهة تروى قصصاً عن خبراتها فى الحياة.
قال إبليس" هل نجح العرض؟
قال الشيطان: سقط سقوطاً مدوياً حتى وصفه النقاد أنه السقطة الوحيدة لهذا الشاب.
قال إبليس: وماذا حدث بعد ذلك؟
قال الشيطان: طردها من المسرح ساخراً منها وأخبرها أنه كان يهدف لسقوط العرض وأنه جعل منها ممثلة فاشلة.
قال إبليس: انتقام أسود.
ثم قام من على عرشه قائلاً: يكفى هذا اليوم. (NMF)[/b]