???? زائر
| موضوع: مناجاة الدمية... الجزء الأخير الجمعة أبريل 10, 2009 1:15 am | |
|
أمسكت رأسه بكفي ناظرة إلى عينيه لأسبر أغواره فوجدت منهما اعتذار مخلوط بالندم .. قال بوجه طلق :- سأعوضك عن الفترة السابقة بحب يضاهي حب قيس وليلى .
ضحكت فوضع رأسي بين كفيه ثم قبلني من جبيني قائلا:- سأقوم لأصلي العصر ثم أعد حقيبتي لنغادر المستشفى .
قمت بتصميم هاتفة:- إعداد الحقيبة واجبي .. فقط غير ملابسك وصلي
أخذت أعد الحقيبة ريثما يعد يصلي و يغير ملابسه .. تأبطت ذراعه بعدها مارين على الحسابات لنسدد ما علينا وقال حينها:- أعطيني مفاتيح السيارة
- أنت متعب
- أنا بخير
أعطيته المفاتيح ثم حملنا الحقيبة معا لنضعها في حقيبة السيارة ثم انطلقنا بعدها
فقاد على مهل فقلت:- إلى أين
- أريد أن أدعوك إلى الغداء
- لا حاجة لذلك
- هذا أمر
صمت إلى أن توقف أمام مطعم راق متخصص في إعداد المأكولات البحرية.. غادرنا السيارة داخلين للمطعم فتناولنا غداءنا ثم غادرنا فاتجه بالسيارة إلى النادي فقلت مستعجبة :- لماذا النادي
- أريد أن أجري
ضربت كفا بكف ضاحكة فاستطرد مشدوها:- لم تضحكين
- كلامك غريب
- ستجرين معي أيضا
- يبدو أنك جننت
أوقف سيارته في ساحة انتظار السيارات الخاصة بالنادي ثم جذبني من ذراعي
و هو يعدو .. جريت معه حتى دخلنا تراك ملعب النادي فقال :- لنتسابق
- سأهزمك
- لفتين كاملتين ، من حسن الحظ أنك ترتدين بنطالا
وقفنا بمحاذاة بعضنا فقال:- واحد.. اثنان .. ثلاثة
انطلقنا و بينما نحن نجري قال:- ستكملين اللفتين حتى لو تعبت
قلت لاهثة:- حسنا
كنت أعلم أن زوجي كان يمارس رياضة الملاكمة في صغره لكني لم أكن أعلم أبدا أنه سريع لهذا الحد ، لم تكد تمض دقائق حتى كان قد أكمل اللفتين بينما أنا في اللفة الثانية ..انتظر حتى وصلت لنقطة النهاية و بدون مقدمات حملني و دار بي في الهواء و أنا أصيح من شدة الدهشة .. تركني بعدما دخنا نحن الاثنين فارتطم بالسياج الحديدي ثم جلسنا على الكراسي الملاصقة للسياج الحديدي نضحك بلا انقطاع .
وضع يده على كتفي قائلا:- سعيدة
- جدا .
اقتربت مني في هذه اللحظة طفلة صغيرة قائلة :- طنط ، انفخي لي هذه البلونة
نفخت البلونة لكني عجزت عن ربطها فقال لي زوجي أشرف ساخرا:- صباح الفل
ثم أخذ البلونة مني و ربطها بإحكام مناولا الطفلة إياها قائلا:- ألا تريدين أن تسبحي في الهواء
قالت الطفلة ببراءة:- كيف
حملها و أخذ يقذفها في الهواء و الفتاة تصرخ من الدهشة و السعادة إلى أن تعب فصاحت الفتاة و هي تدق الأرض بقدميها بعد ما أنزلها :- المزيد
لوح بذراعه قائلا:- لا ، لا ، لقد تعبت
قلت لحظتها:- لنعد للمنزل
عدنا للمنزل مجهدين ثم نام زوجي ملء جفنيه من شدة تعبه بعدما أخذ حماما ساخنا ثم استيقظ على أذان المغرب فارتدى ملابس رياضية محتشمة و هو يقول:-
سأذهب للصلاة في المسجد
- منذ متى
- ستلحظين أشياء عديدة
فوجئت بشدة التغير الذي طرأ على زوجي .. كان يستيقظ ليلا ليقف بين يدي الله و يصلي ..عاد لعمله بعد انقطاع طال ، بعدها بفترة قصيرة انضم معي إلى الجمعية الخيرية ففرحت لذلك جدا .. قال لي أشرف الذي أصبحت أحترمه أكثر من ذي قبل ذات يوم:- أريد إعداد حفلة
- لمه
- احتفالا بشفائي من الإدمان نهائيا
دعوت جميع زملائي و زميلاتي في الجمعية و قبل الحفلة بيوم ذهبت للجمعية حاملة الدمية في كيس كبير ثم دخلت على أسعد الذي كان يتحدث في الهاتف
وجلست قبالته .
قال بعدما أنهى المكالمة :- طال اختفاؤك
- شفي زوجي تماما
نظر لي بسعادة قائلا:- مبروك
- و بمناسبة ذلك أعددنا حفلة في شقتنا غدا و بالطبع أنت و ناهد أول المدعوين .
- يشرفني الحضور
ثم مال تجاهي هامسا:- هل تحسين بتغير ما
بثقة قلت:- أصبح زوجي رائعا
- أنت تعرفين ما أتحدث عنه
- كنت على حق
- كان تحليلي النفسي صائبا
- كنت محقا في كل شيء
- هل تعرفين ، لو كانت هناك قصة حب قد نشأت بيننا كنا لن نكف عن جلد الذات إضافة إلى الطرفين اللذين كانا سيظلمان معنا
- معك حق ، أحضرت دميتك معي
قال بتساؤل:- كنت تحتفظين بها في منزلك
- للأسف
- و لماذا تريدين إعادتها
- أريد قطع كل ما يمت لك بصلة
ثم ناولته إياها فأخذها قائلا:- سأهديها لناهد
- أنصحك ألا تفعل فهي تبدو قديمة
قام من مكانه ناظرا للشارع عبر الشباك قائلا:- لما لا نرميها في الشارع و من يجدها سيكون سعيد الحظ و سيتزوج الفتاة التي يحبها
ضحكت من أعماقي قائلة:- يا للشاعرية ، ثم من أدراك أنه سيكون سعيد الحظ
- لنجرب
ألقى أسعد الدمية من الطابق العاشر لتسقط على حبيبين يسيران متجاورين ..
لم تدر منال أن الحبيب قال لحبيبته ساخرا:- هديتك التي طلبتيها جاءت من السماء
لم تعلم أن الحبيبة قالت لحبيبها:- ألا نرى من قذفها
لم تعرف أنهما ظلا واقفين لعشر دقائق منتظرين قبل أن يسيرا و الحبيبة تقول لحبيبها:- هدية مقبولة NMF
|
|