[u][size=24][b][u]هي تروي
[size=24][b]ولدت جميلة كالبدر ليلة التمام و من ثم تكون جسدي الأنثوي لا تشوبه شائبة و لا يعتريه شيء بالسلب، جميلة أنا ، هيفاء القد، بهية الطلعة، رشيقة القوام،رغم عدم ممارستي الرياضة وعدم اتباع أي حمية خاصة للمحافظة على وزني فهذا هو جسدي الذي خلقني الله به غير قابل للزيادة إلا في أضيق الحدود .. عندما أنهيت دراستي تقدم لي الكثير هذا غير من حاولوا إقامة علاقات عاطفية معي في فترة الجامعة لكن محاولاتهم باءت بالفشل لأني كنت قد تلقيت تحذيرا شديدا من والدي عند دخولي الجامعة إلا أحادث الشباب بأي شكل حتى لا أسقط ضحية غواية من شاب عابث أو أتورط في علاقة حب لا ألم بأبعادها و لا أدري عواقبها ..ظلت نفسي دائما تحمل قلقا تجاه أي شاب لكثرة تحذيرات والدي من الاقتراب من الشباب رغم أني رأيت كثيرا من صديقاتي ارتبطن عاطفيا بشباب من الجامعة
و من ثم كان الزواج، بالطبع فشلت كثير من قصص الحب التي عرفت فليس النجاح حليف كل من ينشيء علاقة عاطفية و لكن الأشخاص الذين صبروا و ثابروا و وقفوا أمام المعوقات كالطود هم الذين نجحوا في اختبار أعدته لهم الحياة التي لا تفتأ تزدرينا و تهد صروحنا الشامخة التي أنشأناها من بوارق الأمل و تخيلات العقل الباطن.. تقدم لخطبتي بعد تخرجي ابن عمتي فرفضت فقال أبي مازحا :- عموما أنا لا أحبذ زواج الأقارب بسبب ما قد ينتج عن ذلك من حساسية .
بعد ذلك تقدم لخطبتي الكثير و أنا أرفض فقالت أمي مستعجبة:- هذا قد يسبب لك البوار.
قلت بثقة عمياء:- أنا جميلة و يتماني الكثير .
قال أبي مؤمنا على كلامي:- معك حق، نريد لك زوجا مكتملا من جميع النواحي .
كانت شقيقتاي قد تزوجتا من شابين قادرين ماديا أحدهما يملك ورشة لخراطة المعادن و حاصل على مؤهل جامعي مثلها و الآخر صيدلاني يعمل في الخليج.. بالنسبة لأبي كان يتمنى دائما أن يزوجني من شاب قادر ماديا مثل هذين الشابين لعلمه بظروف الحياة و الضغوط المادية التي تقض مضاجع الناس.
تقدم لي شاب بعد ذلك أصغر مني سنا فرفضته قائلة لوالدي:- إلا هذا
قال والدي:- ميسور الحال
قلت:- إنه أصغر مني و هذا مالا أطيقه
- كما تشائين
في يوم من الأيام ذهبت لناد مع أحد قريباتي التي ترتاده دائما ففوجئت بفتاتين تقتربان مني و إحداهما تقول :- هل من الممكن أن نتحدث معك
قلت بفضول:- بخصوص
قالت إحداهما اللتان كانت اللباقة و الأدب ديدن حديثها بعد ذلك :- هل تسمحين لي .
انتحيت بها جانبا و أخذت تحدثني عن ابن عمتها الذي ما إن شاهدني حتى طار صوابه و التهبت مشاعره ثم قصدها طالبا منها أن تتعرف عليها و تحضر رقم هاتف والدها .. أعطيتها رقم هاتف والدي المحمول ناظرة له بجانب عيني فوجدت له قبولا في نفسي، كان يميل للامتلاء مستدير الوجه بني الشعر مائلا للطول تشي ملامحه بالطيبة والوداعة ، تركتني بعد ذلك ابنة خاله لحال سبيلي فقلت لنفسي بقلق:- هل أقبل هذا الشاب أم أرفضه .
في صبيحة اليوم التالي تلقى أبي الذي يعمل تاجرا للمواد الغذائية اتصالا هاتفيا من ذلك الشخص يطلب منه مقابلته فأعطاه أبي عنواننا ، جاء بعد ساعتين تقريبا من اتصاله حاملا معه دستة جاتوه فجلست معه أنا و والدي ثم أخذ يتحدث عن نفسه.. والده مدرس و والدته موظفة، أشقاؤه أطباء ، كذلك هو يعمل بشركة خاصة بالسادس من أكتوبر.. بعد مغادرته لنصف ساعة قضاها معنا قلت لوالدي أنني لابد أن أجلس معه لأدرس شخصيته و أكشف خبيئة نفسه من خلال بعض أسئلة سأسأله إياها ، طلب منه والدي بعد ذلك أن نجلس معا فوافق بسعادة و حبور ثم جلسنا جميعا في أحد الأندية ، انتحى بعد فترة قصيرة والداي جانبا فجلسنا بمفردنا ثم أخذت أسأله عن طموحه في الحياة و عن آرائه في المستقبل.. كانت إجاباته بسيطة قاطعة مما جذبني إليه بشدة .. غادر و أولانا ظهره بعد ساعة فقلت لأبي :- لا زلت مترددة .
قال بثقة:- هو شاب جيد
و قالت والدتي باطمئنان:- إنه شاب خلوق و مؤدب للغاية.
قابلته بعد ذلك مرة أخرى بناء على طلب ثان مني ثم طلب هو رقم هاتفي المحمول من والدي ليتحدث معي عبر الهاتف، أخبره والدي أن هذا لن يتم إلا إذا زاره والده فقال الشاب بهدوء:- بالطبع .
زار والده والدي بعد ذلك و لمحت بينهما ارتياحا نفسيا ثم حادث والدي هذا الشاب معطيا إياه رقم هاتفي المحمول ، حدثني بعد ذلك و حدثت والدته والدتي و بدا الأمر و كأننا أسرة مترابطة فأحسست بأن الأمر في طريقه إلى أن يتم و أتزوج .. من جانبي داهمني القلق و الخوف كعادتي و زاد الطين بلة أن هذا الشاب كان يكثر من الحديث الشاعري و الأماني الحالمة فتوجس قلبي قلقا على قلق خوفا من أن أكون لعبة بين يدي ثعلب ماكر .
قالت لي والدتي يومئذ:- هو طيب القلب .
قلت :- إنه يكثر من المزاح
- إنه يحبك ويخاف عليك
لم يرتح قلبي حتى بعد حديث والدتي فقلت لأبي :- أنا قلقة .
قال :- بلغت الثامنة و العشرين ، إلى متى ستواصلين الرفض
قلت:- لم أرفض بعد
- حديثك يلمح إلى ذلك
- صليت استخارة مرات عديدة و لم أشاهد شيئا
- ثقي في الله
عندما حان موعد الاتفاقات بين أبي و أبيه ذهب أبي لمقابلة والده ليتفقا على كل شيء ، عاد أبي ليلتها غاضبا و هو يقول:-
لقد خدعنا فيهم .
قالت والدتي مهمومة:- ماذا هناك
قال بغضب أشد:- إمكاناتهم المادية ضعيفة لا تليق بابنتي
قالت أمي:- مستواهم الاجتماعي جيد
قال بسخرية:- و هل ستأكل ابنتي من المستوى الاجتماعي .. هناك كثير من الملاحظات تتعلق بالاتفاقات تدل على سوء مستواهم المادي.
قالت أمي مدافعة عنه:- أنت تدرك ظروف الشباب هذه الأيام .
قال أبي :- و ماذا ستفعل ابنتنا عندما ترى شقيقتيها ترفلان في النعيم بينما هي غارقة في الفقر و الكرب.
أقلقتني عبارات والدي بشدة فقلت:- ما رأيك يا أبي .
زفر بهم قائلا:- الرأي رأيك .
ثم حكى لي عن امكاناتهم المادية فقلت بدهشة:- لا يبدون كذلك على الإطلاق .
قال:- المظاهر خداعة .
سددت أمي لأبي نظرات لوم لم يعبأ بها مستطردا:- أريد أن تكون ابنتي مثل شقيقتيها ، هل تعلمين عندما كنت جالسا مع والده قال لي لا تفكر في الزواج بعقلية التاجر كما تفكر في تجارتك .
قلت:- يدافع عن ضعف امكاناته
قالت أمي مندفعة:- حسبكم، لا تلوكوا سيرة الناس بهذه البساطة.
أشعل أبي في صدري جذوة نار متقدة فقلت:- سأنهي الموضوع .
متحسرة قالت أمي:- أوتظنون أن المادة هي كل شيء .
قلت:- لست مستريحة .
ذهب أبي لينام فانتحت بي أمي جانبا ثم قالت مغضبة:- قلقك الدائم هو مصيبتك الكبرى .
قلت بهدوء مطمئنة إياها:- لا عليك ، سأجد شابا أفضل منه .
- يا ابنتي لا ترفعي لواء الغدر.
- قضي الأمر يا أماه.
موضوع: عاجل للصفوة.. الطفلتان الجزء الثاني 
السبت مارس 28, 2009 2:50 am