???? زائر
| موضوع: صديقي الرقيق... الجزء الأول الجمعة أبريل 10, 2009 3:17 am | |
| [b] [b]صديقي الرقيق
جاء الى شارعنا منذ عامين و بالصدفة اخبرني انه يماثلني في العمر فكلانا خريج كلية التجارة دفعة الفين و خمسة.. اخبرني أنه يعمل في أحد شركات القطاع الخاص بمرتب ألف جنيه تقريبا .. ذهبت لزيارته أول ما جاء الى شارعنا فأحببته حبا خالصا من قلبي نظرا لطيبة قلبه و صفاء روحه ، أما عن أمه فتلك قصة أخرى .. مهما وصفت فلن أستطيع وصف كرم و طيبة هذه المرأة الحنون التي جاءت مع ابنها من ريف كفر الشيخ الهادىء الى مدينتنا المجنونة التي تشع صخبا و هرجا.. بدينة هي نوعا ما نقية البشرة بيضاء للغاية تتسم ملامحها بالوداعة و الحلم .. علمت أن زوجها توفي منذ خمسة اعوام و انتقلت الى شارعنا من كفر الشيخ نظرا لمشاكل مع أشقاء زوجها طالبوا فيها الأم ان تغادر منزل العائلة هي و ابنها لتسهيل زواج شقيق أصغر لهم يريد أن يتزوج في بيت العائلة .. طبعا دبت خلافات حادة بين عائلتها و عائلة المتوفي بيد أن المرأة اللبيبة الراشدة سمت بنفسها عن المنغصات المادية الحقيرة – من وجهة نظرها- التي تكدر صفو حياتها و باعت قطعة ارض صغيرة كانت تملكها و انتقلت مع ابنها الحبيب للاقامة في العاصمة التي طالما حلمت بالحياة فيها و التي يعمل بها ابنها .. قلت لها يومئذ :- مدينتنا تعج بالشرور
قالت بفطنة:- الحكيم من يعرف الشر و يتجنبه
ضحكت من قلبي قائلا:- الناس هنا شديدوا المراس خبثاء الأنفس
قالت:- يا ولدي دع الامور تجري بمقاديرها
قوت أواصر الصداقة بيني وبين هذه العائلة المكونة من فردين نظرا لاحساسي بطيبتهم الشديدة و علمت من صديقي أنه يبحث عن عروس فرشحت له ابنة عمي و تمت مقابلة بيني و بينها في منزلي الا انهما لم يرتاحا لبعضهما رغم ان كلاهما طيب القلب صافي النفس .
قلت له مازحا:- سبحان الله كلاكما ملاك طاهر
قال برصانة:- البشر بشر و ليسوا ملائكة
قلت:- الأرواح جنود مجندة ما تقابل منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف
قال:- صدق الرسول الكريم
بعد ذلك صارحني بأنه يتمنى أن يراني زوجا فأخبرته أني لا أفكر في الأمر حاليا لأنني جد مشغول بعملي كمحاسب في أحد شركات الأخشاب و بعد انتهاء عملي أقف في سنترال أملكه .
قال حينها:- الاستقرار حسن
قلت:- لا تشغل بالك بي
مرت الأيام فمرضت أم صديقي و تطلب الوضع أن تقوم بعمل غسيل للكلى ثلاث مرات اسبوعيا .. كان صديقي يذهب بها الى المستشفى لعمل الجلسات و يعود رغم ما يجسمه ذلك من عناء و تعب بعد عودته من عمله في القطاع الخاص.. تعرف صديقي أثناء ذلك على صيدلانية تعمل في الصيدلية التابعة للمستشفى التي تغسل أمه فيها الكلى ، تقدم لخطبتها و سرت الأم بذلك كثيرا لأنها كانت تعلم- على ما أعتقد- أنها مقبلة على حالة فشل كلوي.
تمت اجراءات الخطبة في حفل عائلي صغير في منزل خطيبته الا أنني لم أرتح لهذه العائلة التي يريد مناسبتها فقد علمت من بعض أصدقائي أن هذه العائلة لا تهتم الا بالماديات و من منطلق خوفي من أن يغدروا به صارحته قائلا:- علمت كذا و كذا
قال بتوتر:- ألاحظ أشياء مثل هذه
قلت:- أصليت استخارة
قال:- ثلاث مرات ، لم أحلم بشيء و أنا مرتاح للأمر
قلت :- عموما كن على أهبة الاستعداد لغدر وشيك
كما أحس قلبي و كما أخبرني أصدقائي دبت الخلافات بين العائلتين بسبب تعنت الأب في المطالب المادية و قامت الفتاة- التي اسمها نهى- بتصنع المشاكل مع صديقي الذي لم يكن يعاملها الا بكل احترام و حب.. صادفته يوما و هو يشتري دبدوبا من أحد محلات الهدايا فقلت له:- لمن
قال:- لنهى
قلت:-أتعشم أن تكون مشاعرها تجاهك بنفس القدر
قال:- عندما تحسن لشخص فإنه سيحبك أما سمعت قول الشاعر
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما استعبد الانسان إحسان
قلت:- ليس هذا في حالة أشخاص لا تعنيهم إلا المادة
في خريف هذا العام كنت أشتري ملابسا لي من أحد المولات بالجيزة فلمحت نهى مع شخصين- أعتقد أنهما والديها- جالسين مع شخص تبدو عليه آيات الثراء و النعمة في كافيتيريا المول .
تملكني الذهول فلم أتوقع أن يصل الغدر لهذا الحد فأخبرت صديقي
فإذا به يقول بحزن:- لم تعد ترد حتى على المحمول
ذهب إليهم و الحياة مسودة في وجهه ففاجؤوه بأنهم لن يعطوه الشبكة لأنه هو الذي يريد إنهاء الخطبة و أنني كاذب و ما قلته محض افتراءات .
عاد إلي قائلا:- اصدقني القول
انفجرت في وجهه صارخا:- طالما كنت لك نعم الصديق و لم أخبىء عنك شيئا في يوم من الأيام ،أبعد ذلك كله تكذبني و تصدقهم
قال معتذرا:- إني جد آسف
قلت:- يبدو على الشخص الذي قابلوه الثراء
قال:- المال ليس كل شيء ، الأخلاق أهم
قلت:- أما سمعت قول الشافعي
و أنطقت الدراهم بعد صمت أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا
أخذت هذه العائلة تتلاعب بصديقي بشكل حقيرمخز و فاضح مما استفزني بشدة فذهبت الى نهى في الصيدلية التي تعمل بها قائلا لها بصوت خافت:- أريد محادثتك خارج الصيدلية لدقيقتين
قالت متسائلة باستنكار:- من أنت
قلت:- الصديق الصدوق لخطيبك
وقفت معي خارج الصيدلية لدقيقتين أعلمتها خلالهما ما أعلمه فإذا وجهها يكسوه الحرج البالغ قبل أن تأخذها العزة بالإثم و تقول:- هذا مستقبل و ليس لعبا
قلت:- ردي إليه إذا شبكته قالت محتجة:- أبعد زياراته المتكررة و دخوله و خروجه ثم إن الآخر في الخليج و لن يعود قبل ثلاثة أشهر.
قلت:- طبعا أخبرتموه أنك غير مخطوبة .
صمتت فأيقنت صدق حدسي فاستطردت:- طبعا في هذه الفترة حتى عودته من الخليج يكون صديقي قد ملك و ترك لك الجمل بما حمل.قالت بصفاقة:- لم يضربه أحد على يده ليتقدم لخطبتي[/b].[/b] |
|