دخل بعد عام تقريبا مصحة للعلاج من الإدمان فكنت أزوره كل يوم محاولة التخفيف عنه و ذات يوم قال لي:- حتى هنا في المستشفى .
قلت بخوف:- ماذا تريد أن تقول
قال و هو يرتعد:- يبيعون المخدرات هنا أيضا
مصعوقة صحت :- غير معقول .. من الذي يفعل ذلك
لم يشأ إخباري فضغطت عليه فقال بغضب:- أقسم ألا أخبرك
تدهورت حالته و طلبني مدير المستشفى ليقول لي ثائرا :- إذا كان المريض يرغب في العلاج تعاونا معه ، لكن زوجك مصمم على قتل نفسه ، إنه يحضر المخدرات و يتعاطاها لا ندري كيف؟؟ أن لا أريده في مصحتي .
عدت مع زوجي للبيت و العائلتين في حزن وهم شديدين .. بذلوا المستحيل من أجل منعه من تعاطي المخرات فلم يفلحوا ، كنت في منتصف الليل أقف بين يدي الله أصلي داعية أن يزيح عني الله هذه الكربة .
ذات يوم نظرت للدمية التي كان أسعد قد أهداها لي – و كنت قد زينت بها منزلي- قائلة بها ببؤس:- أيتها الدمية، هل يا ترى لو كنت تزوجت صاحبك أكان هذا حالي ؟!
سمعت هاتفا يقول:- قدرك
أمسكت الدمية من رأسها و نظرت لعينيها قائلة:- أنا أتعذب فماذا أفعل
قال الهاتف مرة أخرى:- عودي لصاحب الدمية .
نظرت للأرض محزونة .. كنت قد علمت أن أسعد قد تزوج منذ شهرين بيد أني لم أحضر زفافه بسبب ظروف انشغالي بمرض زوجي .
قلت بصوت باك:- صاحبك أيتها الدمية قد تزوج منذ مدة .
في صباح اليوم التالي و بدون أن أدري سببا لذلك صممت على أن أزور الجمعية لأستقصي أخبار أسعد .. دخلت الجمعية فوجدته يطالع كتابا ما فاقتربت منه و بهمس قلت:- كيف حالك
نظر تجاهي فكست وجهه الدهشة و السعادة ثم قال:- بخير، كيف حالك أنت
جلست و في ما في فقال:- تبدين مهمومة
شاردة قلت بصوت خفيض:- ما أخبار زواجك
- الحمد لله ، و أنت
قلت بوجه جامد:- الحال لا يسر
- ماذا هناك
حكيت له كل شيء فقال بحزن:- يا حسرة على الشباب
- ما أخبار كفاحك في الحياة
قال شابكا أصابعه أمام وجهه:- تحسن حالي كثيرا جدا و شاركت بعض زملائي في مصنع كيماويات ، كما اشتريت شقة مساحتها مائة و عشرين مترا أما ناهد فعملت في شركة بترول
نظرت له بأسى ، تحسنت أحوالك كثيرا يا أسعد .. يا ليتني كنت قبلت من الزواج بك .
أحسست بيد توضع على كتفي فرفعت رأسي فإذا بناهد تبتسم ببشاشة، قمت
و عانقتها بكل شوق و هي تقول:- أنا غاضبة منك بسبب عدم حضورك الفرح.
نظر لها زوجها نظرة ذات مغزى فجلست ثم قص عليها زوجها الأمر برمته فقالت ناهد متحسرة:- يا للواقعة
- هل لكما أن تساعداني
هش وجه أسعد و بش و هو يقول:- اطلبي ما تشائين .
طلبت منها مساعدتي في علاج زوجي من الإدمان فقالت ناهد:- ابن خالي عبد القادر طبيب يعمل في مستشفى لعلاج الإدمان .
قلت بحماسة:- قصي عليه ما حدث بالضبط و اسأليه عن الحل الأمثل لحالة زوجي
ظلا يتحدثان معي عن الإدمان و طرق علاجه ثم غادرتهما عائدة لمنزلي لتطالعني دمية أسعد من جديد .. نظرت لها و أنا أرثي لحالي ثم قلت لنفسي:- أيتها الدمية ، أنا أحب صاحبك و أتعذب
خيل إلي أن الدمية قالت:- ما حدث حدث و لقد تزوج صاحبي و استقرت أحواله فأصبحت العودة مستحيلة .
- الحب يدق أبواب قلبي بعنف حتى تكاد تتكسر الأبواب
- و صديقتك ألا تقيمين لها أي وزن
- و الله إني أحبها كشقيقة لي ، لكن ماذا أفعل في قلبي الذي لا أملكه .
انتزعني من أفكاري و خيالاتي صوت الهاتف المحمول فأخرجته من جيبي و رددت قائلة :- أسعد كيف حالك
قال بصوت متعجل:- مري علينا في البيت أنا و ناهد الساعة العاشرة مساء ، العنوان (.....) مصر الجديدة.
- بخصوص
- الدكتور عبد القادر سيزورنا في هذا الوقت
ذهبت إليهم في الوقت المحدد فوجدت الدكتور عبد القادر مع زوجته و أولاده ، جلست معهم و أخبرته بشأن زوجي فقال ببرود :- الحل في يدك أنت
- و ما هو
- هو حل قاس لكنه بدائي اعتيادي
- سأفعل أي شيء
قال و هو يشيح بذراعه:- سنربط زوجك في السرير و نعين له شخصا يقوم على خدمته من المستشفى حتى يشفى تماما .
قلت بإحباط:- حل سوف يعذبني
قال أسعد:- هو الحل الوحيد يا منال
عدت لمنزلي ثم اتفقت مع أشقاء زوجي على الخطة التي أعددتها و في الصباح قام أشقاء زوجي بتكبيله بقسوة في السرير رابطين يديه و قدميه بينما زوجي يصرخ بغضب عنيف .. غادر أشقاء زوجي بعد ذلك فاقتربت منه قائلة :- سامحني يا حبيبي .
نظر لي بغل ثم بصق تجاهي صائحا:- عليكم اللعنة جميعا