[b][b]خواطر داهمتني بقسوة .. قالت لي عرف الناس بنا.. كل خاطرة تأبى إلا أن تخرج الى حيز الوجود.. قصص حقيقية مائة بالمائة و مشاهدات في المنصورة و القاهرة سوف أحدثكم عنها عسى أن يسعدكم موضوعي ...
عام 2004 كنت معتكفا بمسجد عمرو ابن العاص بمصر القديمة .. نائم تحت ملاءة رقيقة و فوقي بطانية سميكة تقيني البرد الذي بدأ يشتد .. شاهدته.. طويل فارع .. منسدل الشعر للغاية ... أبيض الوجه مشرب بحمرة.. ذهبي الخصلات... طويل القامة عريض المنكبين... يرتدي جلبابا قصيرا و طاقية بيضاء و يعفي لحيته .. قلت للشيخ محمد كامل أحد أصدقائي الذي أقابله كلما اعتكفت.. من هذا .. الشيخ محمد يعرف الكثير رغم أنه مواليد 1981 أي أصغر مني بعام واحد فقط.. قال بتؤدة.. روسي كان يزور مصر ثم هداه الله الى الاسلام .. و الاخوة حوله يثبتونه على دين الحق... قلت في نفسي سبحان الله يهدي من يشاء... نسأل الله له التثبيت...
الموقف الثاني كان في نادي جزيرة الورد بالمنصورة ... كنت مستندا مع احد اصدقائي على السور عندما لمحتها.. امرأة منتقبة مصابة بشلل الأطفال يعاونها ابنها و زوجها على صعود السلم.. حمدت الله على نعمة المشي و قلت لنفسي أنه إن كان زوجها تزوجها بهذه الحالة فهو بلا شك رجل فاضل لا يبغي الا رضاء الخالق عز و جل... كان هذا منذا عامين..
الموقف الثالث ... زرت الدويقة منذ ثمان اعوام على سبيل التجربة و دراسة العشوائيات فقد كنت وقتها اريد العمل في صحيفة الدستور بجوار عملي الأصلي... سرت داخل البيوت القائمة بين الجبال.. وجدت غرفة مفتوحة ينبعث منها الصخب الشديد .. نظرت.. امرأة جميلة للغاية ترقص على أنغام مسجل قديم و ترتدي ملاءة سوداء لف و تتبرج بتبرج الجاهلية الاولى... زي سميرة احمد كدة في فيلم الشيماء بالظبط.. حولها رجال يصفقون و نساء يضحكن بلا انقطاع .. رائحة البانجو و الحشيش تزكم الأنوف .. غادرت مبتعدا عن هذا العالم البائس و صدق الامام علي ( لو كان الفقر رجلا لقتلته)...
الموقف الرابع ... كنت مع مديري في السبتية لنتفق على بعض المسامير مع تاجر مسامير و بالصدفة كانت زوجته بجانبه... نظر مديري لزوجة الرجل طويلا و هو يحدث زوجها و الزوج متضايق للغاية و يحاول اخفاء ألمه .. الادهى أن زوجة التاجر بادلته نفس النظرات.... لا أطيل عليكم .. كان هذا منذ عامين .. كان مديري وقتها يبلغ السادسة و الخمسين و المرأة في اوائل الاربعينات .. كلاهما اولاده كبار.. هل تعرفون ماذا حدث.. رفعت المرأة خلعا على زوجها التاجر و كسبته و طلق مديري زوجته و تزوجا..و الله العظيم حصل .. يا للدنيا.. زوج المرأة التاجر قال لي تتحرق بجاز.. ثم ذهب و اشترى شقة في حدائق القبة بخلاف شقته التي يقيم فيها مع اولاده.. و تزوج بكرا تبلغ من العمر 27 عاما ... و لا في الدماغ .. عادي..
الموقف الخامس كان في الخانكة بالقليوبية .. الخانكة هذه تحمل عبقا تاريخيا اختلط فيه الريف بالحضر .. كنت قرب المقابر أحضر دفنا لشخص توفي.. بعدها بدقائق دخل موتسيكل المقابر و عليه اثنان .. كانا يتحدثان عن المخدرات.. ضرب شخص منها زميله في جانبه الأيمن لتنثق نافورة من الدم و صديقه يسقط صارخا... بعدها بدقائق جاءت الشرطة.. جاء ضابط و فتشني .. قال لي معاك مخدرات.. أخرجت له بطاقتي و رخصة قيادتي و الفيزا كارد خاصتي و كارنيه النقابة ليعرف أني لا علاقة لي بما حدث.. نظر لي طويلا ثم قال .. توكل على الله ... مررت بعدها على مستعمرة الجذام بأبو زعبل فقال أحد أصدقائي :- ما تيجي نزور المجذومين... قلت له بحساسية ... فر من المجذوم فرارك من الأسد .. قال بحزن :- يا ترى عايشين ازاي .. قلت له:- كان الله في عونهم...
الموقف السادس كان في مدينة نصر... كنت في سيارة الشركة أبحث عن عنوان ما فسألت شخصا يمر ..نظر لي مليا ثم طاف حديث ذكريات مشترك بعقولنا.. اسمه نبيل مثلي تماما و هو من الاسكندرية و كان زميلي في السكاشن و المحاضرات بجامعة المنصورة... تخرج و لم أره لمدة خمس سنين .. هو من الاسكندرية من أبي قير .. و يقابلني في القاهرة في مدينة نصر انا الذي من المنصورة... أخذنا نتذكر أيام الكلية و نضحك و نحن نقول لبعضنا ... يا لصغر الدنيا... [/b][/b]