خواطر طافت بعقلي.. هاجمتني بلا هوادة صارخة.. بثنا للناس .. أخرجنا لنقرأ رغم أنني لا أريد في الأصل أن أذكرها لأنها تؤلمني للغاية بسبب شدة حساسيتي تجاهها...مواقف حقيقية مائة بالمائة لا يشوبها أي تأليف.. الا أن بها بعض الخبرة التي قد تفيد الجميع ....و الآن لنبدأ....
[u]الموقف الأول[/u]... كنت معتكفا في مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة منذ خمسة أعوام و بينما أنا نائم متدثر ببطانيتي إذ وجدت شخصا يمر بجانبي يرتدي ملابس سنية لكنه لا يشبه المصريين البتة... طوله فارع مع عرض منكبيه.. ذهبي الشعر طويله منسدل الخصلات..كان بجانبي الشيخ محمد كامل ..يصغرني بعام فهو من مواليد 1981لكنه يعرف الكثير فهو يعتكف منذ كان عمرع خمس عشرة سنة.. .. من دار السلام هو.. قلت له بتعجب .. من هذا .. نظر له ثم قال:- هذا سائح جاء لمصر من روسيا الا أنه أسلم وأقام بمصر.. قلت بفرح :- يهدي من يشاء..
الموقف الثاني .. كنت بنادي جزيرة الورد مع أحد أصدقائي مدرس مساعد للأشعة في كلية الطب عندما شاهدتها.. امرأة منتقبة مصابة بشلل الأطفال يعاونها زوجها و ابنها على صعود السلم .. حمدت الله على نعمة المشي وقتها...أدرت وجهي متألما مثلما طالعت شخصا في مجمع الإيمان يسير برفقته شخص نظرا لأنه ضرير... الموقف الثالث كان في جبل الدويقة خلف منشية ناصر ... كنت أريد العمل في جريدة الدستور فذهبت لأعد بحثا عن العشوائيات و عيوبها .. سرت بين البيوت- عفوا الأكواخ- الى أن مررت بغرفة تنبعث منها موسيقى صاخبة شعبية .. اقتربت من الغرفة ... نظرت ... وجدت امرأة تتبرج تبرج الجاهلية الأولى ( زي سمير أحمد في فيلم الشيماء) متحزمة و ترقص و الرجال و النساء حولها يصفقون و يضحكون بلا انقطاع ..رائحة البانجو و الحشيش تزكم الأنوف.. ثمة اختلاط تلك الروائح برائحة أقرب للخمر... وليت الأدبار و لم أعقب تاركا هؤلاء الضائعين ... و صدق الامام علي كرم الله وجهه( لو كان الفقر رجلا لقتلته)..الموقف الرابع... ذهبت مع مديري لتاجر مسامير في السبتية قرب ماسبيرو خلف شركة اوراسكوم.. كان التاجر يجلس قرابة زوجته.. ظل المدير ينظر لزوجة التاجر و الزوجة تنظر له و زوجها يرتجف فرقا و يكاد يغلي من الغيظ الا أنه سكت حتى لا تضيع منه البيعة... ماذا حدث بعد ذلك.. طلق مديري زوجته و خلعت تلك المرأة زوجها التاجر ثم تزوجا رغم أن عندهما رجال في الجامعة .. مدير ي وقتها كان 56 سنة و هي 45 ... الغريب أن زوجها وافق على الخلع و قال في داهية ثم ترك زوجته و أولاده و اشترى شقة في حدائق القبة و تزوج بكرا تبلغ من العمر 27 عاما أنجبت له طفلة صغيرة.. يا للدنيا و أعاجيبها..
الموقف الخامس كان في الخانكة بالقليوبية و تلك المدينة التي تحمل عبق التاريخ مزيج من الحضر و الريف... كنت جوار المقابر في عزاء.. مر موتسيكل بجانبنا فيه شابان ضائعان يتحدثان عن البانجو.. ذهب المعزون و وجدت نفسي مع أحد أصدقائي فقط.. بسرعة البرق و بينما الشابان يتشاجران إذ أخرج أحدهما خنجرا من جانبه ضرب به زميله في جانبه الأيمن..سقط زميله مضرجا في دمه ثم جاءت الشرطة بعد ولولة و صراخ و تجمهر .. و بعد هرب الطاعن على الموتوسيكل... جاءني ضابط و أخذ يفتشني .. أخرجت له بطاقتي و رخصة قيادتي و الفيزا كارد خاصتي و كارنيه النقابة لأثبت له أنني من الرجال المحترمين.. نظر فيهم ثم قال.. توكل على الله ... مشيت مع صاحبي الذي قال مستعمرة الجذام في أبو زعبل لما لا نزورها( و أبو زعبل هذه مجاورة للخانكة) قلت له بحزن .. قال رسولنا الكريم .. فر من المجذوم فرارك من الأسد... [u]الموقف السادس[/u] كان في مدينة نصر و كنت أسأل عن عنوان ما في سيارة الشركة ... قلت لشخص في الطريق .. يا فلان ماتعرفش كاربت سيتي فين.. نظر لي و نظرت له.. كان زميلي في جامعة المنصورة من خمس سنين.. من الاسكندرية هو و كان زميلي في السكاشن و المحاضرات و لم اشاهده البتة بعد التخرج و تشاء المصادفة أن تجمعنا القاهرة رغم أن كلينا ليس منها .. أخذنا نضحك على صغر الدنيا و نتحدث في كل شيء ......