في البداية كنت في الجامعة منذ تسعة أعوام تقريبا .. عاصرت التيارات اليسارية و الليبرالية .. انخرطت لفترة في صفوف الجماعات الاسلامية .. أطلقت لحيتي لفترة و حضرت دروس كثيرة لمحمد حسان و مصطفى العدوي قبل أن أتخرج من الجامعة كنت قد حلقت لحيتي عازما على عدم العودة بعد مشكلة مملة سخيفة كنت سأضيع فيها لكن الله لطف و لو كان قد كتب لي الابتلاء لحصل بيد أن حكمة الله في عباده تتجاوز حدود العقل البشري القاصر .. انتهت فترة الجامعة بقدها و قديدها .. بحلوها و مرها .. في هذه الفترة قرأت كثيرا .. كثيرا جدا.. تأثرت بكتابات هيكل السياسية و كتابات يوسف القرضاوي الاسلامية و الكتابات العقلانية الاسلامية لمحمد الغزالي و فهمي هويدي .. خلاصة القول أن فترة الجامعة انتهت و انتهت معها كل أنشطتي التي كنت أعتز بها .. انتقلت للعمل في القاهرة في 6 اكتوبر و تركت اصحابي .. كنت اعود كل خميس و جمعة وسبت لأحس بالفراغ و الخواء اللذان يخيمان على حياتي .. طبيعتي هي الملل السريع و مبتغاي كان التجديد .. التقيت بعد عامان على التخرج بأحد أصدقائي .. كثير منكم يعرفونه .. محمود أشرف .. باركوله على الجواز.. كان لحظتها يحمل بادجا على صدره يحمل اسم رسالة .. سألته عن البادج فأعلمني انه لجمعية خيرية ناشئة لشخص يدعى الدكتور شريف عبد العظيم.. لا أعرفه و لم أسمع عنه الا ان الفكرة استهوتني و تسللت الى سراديب مخي المظلمة فأنارت دروبا و أشعلت نيرانا .. في هذه اللحظة قال له أحد اصحابنا أنه ما دخل رسالة الا لاهدافه الخاصة فرأيت وجه محمود اشرف يتغير رغم كل ما كنا نعرفه عنه من الحلم و الأناة .. اكفهر وجهه .. اربد تقلصت ملامحه من الالم ثم قال انه لا يبغي شيئا من هذا الا ابتغاء مرضاة الله و اسعاد الناس .. اسعاد الناس .. كلمة مطاطة تحمل في ثناياها بوارق امل استكان و تلبدت غيومه في قلبي .. اخبرته عن كيفية الانضمام الى الجمعية فاعطاني رقما خماسيا .. عدت لمنزلي و نسيت الرقم .. قابلته بعد ذلك في نادي الجزيرة في مباراة كرة قدم لعبتها معه فسألته عن شروط الالتحاق فأعلمني بالاستمارة و الانشطة .. عقدت عزمي و استحثثت خطاي ثم قصدت مقر الجمعية .. سجلت اسمي و سألت عن عن الانشطة .. عملت في الملابس اولا بتوزيعها على المغاسل و احضار الملابس الجاهزة ..ثم عملت في التوزيع لفترة دون ان اعرف اي شخص سوى بعض فتيات لا اتذكر اسمهن .. بعد ذلك سألت عن انشطة اكون وقت تفعيلها حاضرا في المنصورة فاخبروني عن دور الايتام .. الجمعة في بلقاس و اعطوني رقما .. محمد عبد الخالق طبيب الاسنان و احد اصدقائي .. عرفني على الدكتور عمرو و بعض الاشخاص .. احببت الزيارة الى ان جاء يوم تعرفت فيه على شخص من أحب الاشخاص الى قلبي حتى اليوم .. كلكم تعرفونه .. صفوة .. الحشري .. بتاع كله .. كانت اللحظة الفاصلة .. الدكتور ايهاب حسين .. صديق محمود .. الحق يقال انهما من اعز الاشخاص الى قلبي .. عملت مع محمود في التوزيع لفترة و قرفني في عيشتي كعادته و لماضته و رزالته .. بس انا كنت بعرف اتراخم عليه و اقرفه زي ما بيقرفني .. ثم عرفني محمود على حسام باشا الهلالي برنس الليالي .. و الدكتور مصطفى الذي نصحني بالدخول لهذا المنتدى .. شكرا لكل من ثبت خطاي و قوى عزيمتي التي استكانت و وهنت بعد ايام الجامعة .. احسست بعد انضمامي لرسالة باحساس رائع يثلج صدري و يبهج قلبي.. نهضت العنقاء من رمادها .. اشتعلت نيران مجوس فارس حتى بلغت عنان السماء .. صرخت الارادة فحطمت اسوار الخمول و الكسل .. جيش الخير العرمرم دك اسوار السلبية الحصينة فقوض بنيانها و جعلها اثرا بعد عين .. و هائنذا .. معكم و صديقكم و اخوكم .. اسألوا لي الثبات يا اخوتي و ادعوا لي بظهر الغيب .. امنيتي ان اظل على هذا الطريق الى ان ينفذ سهم القضاء و يسترد الله وديعته .. و في الختام لا يحضرني الا قول الرسول الكريم ( سرور تدخله على قلب مسلم) فعلا حكمة غالية .. احفظوها و اجعلوها نصب اعينكم .. و السلام عليكم .. نبيل ماهر فتحي ..