???? زائر
| موضوع: بسنت.... الجزء الثاني الجمعة أبريل 03, 2009 1:50 am | |
|
قلت بضيق: سمعت فقط تعليقات ضايقتنى للغاية.
أحاط وجهى بكفيه قائلاً: اسمعى يا بسنت عليك أن تتماسكى حتى لا تحس ميساء بأى شئ.
قلت باستسلام: أمرك يا أخى.
جاء أبى لحظتها ببدلته الفاخرة وهو يقول مبتسماً: لما لا تشاركونا الرقص.
قال أحمد: حاضر
ذهبنا مع أبى ورقصنا وغمرتنا الفرحة فى هذه اللحظات القصيرة إلى أن انتهت الحفلة.
خرجنا من الحفلة نضحك ونمرح فقلت أنا: سأقود أنا السيارة.
قال أحمد: لا سأقود أنا فلابد من ايصال نهاد إلى منزلها.
قلت: سأوصلها بالطبع.
قال أبى ضاحكاً: إذن سنركب أنا وعمر بجانبك وسيكون أحمد ونهاد وميساء بالخلف.
قال أحمد: بالمناسبة يا ميساء لماذا رفضت الخروج مع خطيبك بعد الحفلة.
قالت ميساء بجذل: أنا أتلاعب به فقط.
قلت وأنا ألكمها فى كتفها: يا لك من فتاة مجنونة.
كنت أقود كالمجنونة فقال أبى بتوتر: خففى السرعة قليلاً لم نصل للأتوستراد بعد.
قلت وأنا أصفق: الجنون هو ما أهواه.
قال أحمد من الخلف باستمتاع: أعشق السرعة والتحدى.
قالت نهاد: هذه سرعة مخيفة.
وصلت لمنزل نهاد فى هذه اللحظة فسلمت علينا ثم قالت ضاحكة: أنصحكم ألا تدعوها تقود السيارة مرة أخرى إنها مجنونة.
قلت وأنا أخرج لها لسانى: سأقود كما أريد.
ضحك الجميع وانطلقت بالسيارة مرة أخرى.
قال أبى: بهذه المناسبة السعيدة سوف أعزمكم على العشاء.
قالت ميساء: طعام الخطوبة لا يسمن ولا يغني من جوع.
قلت أنا: أين نذهب.
قال عمر: وسط البلد.
قلت: لا الوقت تأخر وقد أغلق الكثير.
قال أحمد: مدينة نصر.
قال أبى: معك حق.
درت السيارة بحركة دائرية مخيفة فأطلقت إطاراتها صريراً مرعباً فقال أبى: يالك من مجنونة.*************
أقبل على أبى بعد الأحداث السابقة بأسبوعين قائلاً بفرح: جاءك عريس يا ابنتى.
خيل إلي أن أبى قد جن فقلت: لا تسخر منى.
قال بجبور: أقسم بالله.
قلت بفرحة طاغية: متى سيأتى.
قال: غداً بعد المغرب.
وصل العريس فى اليوم التالى مع والدته و شقيقه الوحيد وظلت أتفرس فى ملامحه طويلاً.. كان طويلاً قوى قسمات الوجه عريض المنكبين مجعد الشعر ذو بشرة تميل للسمرة وكان يبدو فى غاية الحرج... قال أبى مخففاً من عناء التعارف: زاهر هذه بسنت.
قدمت له الشربات فى خجل فتناول الكأس دون أن ينظر لى.
قلت وأنا أجلس: أين تعمل يا زاهر.
قال: أنا محاسب بأحد الشركات.
قال والدى: محاسب بأحد شركات القطاع الخاص وهو ناجح فى عمله.
قال: ليس إلى هذا الحد.
قالت والدة زاهر: إنه يتواضع فقط.
قال والدى: شرفتونا.
قال والد زاهر: سمعنا عن أخلاق ابنتك فجئنا نطلب مصاهرتكم
قال أبى: بسنت هى جوهرتى المصونة وأنا أعتقد أنها ستكون معكم فى أمان.
قلت أنا مازحة: إنه يريد الخلاص منى.
ضحكوا جميعاً عدا زاهر الذى ابتسم ووجه مطرق إلى الأرض ..ظللنا أنا وزاهر نتجاذب أطراف الحديث وعلمت من أهله أنه سوف يؤجر شقة بالقانون الجديد لنعيش فيها معاً ومن ثم كان الاتفاق على ميعاد الخطبة.
لاحظت بعد تعرفى على زاهر أنه صموت للغاية ولا يتكلم إلا فى أضيق الحدود.. كنت أحدثه على هاتفه المحمول فتكون إجاباته على قدر أسئلتى وحاولت كثيراً المزاح معه بيد أنى أحسست أنه لا يجيد المزاح وأنه من النوع الجاد المفرط فى التعقل فبدأت أحس بأنى أفهمه نوعاً ما فقد قابلت كثيرا من هذه الشخصيات فى حياتى...
قبل ميعاد الخطبة بيوم اتصل بى زاهر قائلاً: بسنت هل لك فى الخروج مع اليوم.
قلت مشدوهة: لم تطلب مني ذلك قبلاً.
قال: إنه أمر جد هام.
قلت: لم نرتبط رسيماً بعد وأنا أخشى من ألسنة الناس.
حمل صوته نبرة سخرية قائلاً: لا عليك كما تشائين.
قلت متوترة: هل هو أمر هام لهذه الدرجة.
قال: أنا ملئ بالضغوط وأريد أن أخرج مع الفتاة التى ستكون زوجتى.
قلت: لكن لا تخبر أهلى بذلك.
قال: أعدك.
قلت: نتقابل على الكورنيش كازينو (.......).
ارتديت ملابسى على عجل ومشاعر الفرحة فى أعماقى تتضارب مع قلبى الذى يتوجس قلقاً.
جلست على المائدة قبالته فى الكازينو فقال وهو يرتشف رشفة من كوب ليمون أمامه: أريد منك معروفاً.
قلت: أى معروف.
قال وهو يميل نحوى: بسنت أنا لم أحبك يوماً ما.
أحسست وكأن خنجراً حاداً يطعننى فى صدرى فقلت بصوت مبحوح: ما هذا الكلام؟
قال: كل ما فى الأمر أن أهلى يريدون مناسبة أناس أثرياء مثلكم بحجة أنك لن تجدى عريساً يتقدم لك بسبب......
قاطعته محتدة: بسبب شكلى الغريب.
قال: لم أقل ذلك.
قلت: إذن أهلك طمعوا فى أموال أبى.
قال بشجاعة: إن كانوا كذلك فأنا لا أقبل بهذا.
أحسست بنوع من الاحترام تجاهه فقلت: هذا كلام صريح وشجاع.
استطرد قائلاً: أنتم قوم أثرياء تمتلكون عمارة فى المعادى بالإضافة إلى وظيفة أبيك كمدير عام لأحد شركات البترول هذا غير الأموال التى ورثتيها من والدتك.
قلت مصعوقة: من أخبرك من ميراثنا عن أمى.
قال بتعجل: أمى كانت تستقصى عنكم كل الأخبار.
قلت: يا لطمع البشر.
قال: أريد منك أن تتصلى بأمى وتبلغيها بأن الموضوع قد انتهى من طرفك أنت فأنا لا أقوى على مواجهة أهلى.
قلت بحزن بالغ: أهذا كل ما تريد.
قال بتوسل: اعتبريها خدمة لأخ.
قلت وأنا أقوم محاولة مسح جميع دموعى: كما يحلو لك هل فكرت فى الأمر جيداً.
قال بمرارة: أنا لم أوافق على الأمر منذ بدايته كنت لعبة فى أيدي عائلتى.
قلت: يا لك من ضعيف الشخصية.
قال: سميها ما تشائين ولكن أرجوك افعلى ما أطلبه منك.
قمت دون أنطق بكلمة و دون حتى أن أودعه ثم اتصلت من هاتفى المحمول بأمه قائلة: مدام سهير.
قالت المرأة: كيف حالك يا ابنتى.
قلت متصنعة الصرامة: ابنك يا مدام لا يناسبني فأنتم أقل منا فى المستوى المادى ناهيك عن تصرفاته الفجة وكل شئ قسمة ونصيب.
قالت المرأة: اسمعى يا ابنتى زاهر ولد طيب و.....
|
|