قفا نبك من ذكر الغلاء المشعللِ
فلست اراه عن قريب سينجلي
بدكان (درويش ) أرى كل حاجتي
ولكن باسعار تفوق تخيلي
أمر عليه كل يوم .. وليلة
ولما يراني قادما كم ( يبص لي )
يقول : تعال الآن يا عم كي ترى
زبيبا وجوز الهند بيضاء ( فلّلي )
وعندي اللوز اللذيذ زكائب
وتين من دمشق وموصلِ
وعندي ( تحابيش ) وعندي بندق
تعالى إلى الدكان هيا لتدخلِ
وما زال يغريني بكل طريقة
فقلت له : رحماك يابن القرندلي
فإني بلا مال .. لأني موظف
ألست تراني بالحذاء المبهدلِ
وإني وإن كانت هدومي تهلهلت
فما كان شعري بالقديم المهلهلِ
وإني وإن كنت الفقير بماله
فشعري كما الخنساء أو كالمهلهلِ
فلم يفهم الأمي قولي .. وفاتني
لألعن حظي في زماني ( المنيلِ )
وايقن أني لست منه سأستشري
فأعرض عني وانسحبت لمنزلي
وعدت له يوما ولكن ( لفرجة )
فأقبل مثل الثور يسعى لمقتلي
واشبعني شتما ونادى صبيه
وقال له : ( هات المقشة يا علي )
فأطلقت ساقي للرياح مسابقا
لانجو من ضرب الرءوس وارجلِ
وكنت إذا اشتقت يوما لكي أرى
صنوفا من الياميش تغري بمأكلِ
أبص من الشباك وفي الخفا
وانظر للياميش كالنسر من علِ.