إن دانيال أورتيجا يقدم نموذجا لرجال السياسية الكلاسيكيين في أمريكا اللاتينية التي اشتهرت بثوراتها المسلحة وحركات التمرد من كافة الاتجاهات.
ففي عام 1961 أسس جبهة ساندنيستا كحركة ثورية يسارية مناهضة لحكم الديكتاتور أنستازيو سوموزا المدعوم من الولايات المتحدة. وفي عام 1979 تمكن من الإطاحة بالديكتاتور ليقيم نظام حكم ماركسيا في البلاد.
وفي عام 1981 أممت حكومة الساندنيستا الأراضي الزراعية المملوكة لعائلة سوموزا التي كانت تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي.
وفي عام 1982 انطلقت من هندوراس حركة تمرد يمينية مدعومة من الولايات المتحدة ضد نظام حكم الساندنيستا وهي حركة كونترا التي لقيت دعما هائلا من جانب إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان رغم وجود قرار من الكونجرس الأمريكي يحظر تقديم مساعدات لهذه الحركة الإرهابية مما أدى إلى تفجر فضيحة كونترا جيت التي أطاحت بعدد من مسئولي إدارة ريجان في الثمانينيات.
وفي عام 1984تم انتخاب أورتيجا رئيسا لنيكاراجوا في انتخابات قاطعتها المعارضة. وفي عامي 1987 و19988 نجحت حكومة ساندنيستا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة كونترا وإجراء محادثات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.
وفي عام 1990 نجح اتحاد المعارضة الوطني يمين الوسط المدعوم من الولايات المتحدة في الإطاحة بحكم جبهة ساندنيستا لتصبح فيوليتا تشامورو رئيسة للبلاد. وفي عام 1996 خاض أورتيجا الانتخابات الرئاسية مرة أخرى للعودة إلى الحكم لكنه خسر الانتخابات.
وفي انتخابات عام 2001 فشل أورتيجا مرة أخرى أمام الرئيس الحالي إنريك بولانوس.
وفي عام 2005 تمكن أورتيجا من تجميع خيوط السلطة في قبضته رغم أنه في المعارضة ولا يشغل منصبا رسميا وكاد يمرر قانون في البرلمان الذي يسيطر عليه أنصاره يتهم الرئيس بولانوس بانتهاك الدستور وإقالته. ولكن أورتيجا تراجع عن هذه الخطوة أمام ضغط الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية المجاورة الأعضاء في منظمة الدول الأمريكية .
هذا جزء من سياسة الولايات المتحدة ضد نيكاراجوا و أي دولة لها مصالح بها( منقول عن مجلة الجزيرة)