الحياء نتيجة للإيمان و الإيمان نتيجة للحياء. ليس هذا طلسما أو لغزا لكن حقيقة، فهما متلازمان إذا غاب أحدهما غاب الآخر.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "الحياء و الإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر". رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين.
أ تريد أن تقيس مستوى إيمانك؟ قس مؤشر الحياء عندك فيدلك: كلما ارتفع أشار إلى ارتفاع إيمانك، وإن انعدم فوا أسفاه عليك لأن قلبك لم يعد يحمل ذرة إيمان.
الحياء مضخة تزود الإيمان بما يحتاجه من غذاء لينمو و يترعرع و يضخ بدوره جرعات من الطاقة تعمل على زيادة مؤشر الحياء و هكذا. فإن توقفت أي من المضختين توقفت الأخرى.
الإيمان إيمان بالله أفلا تستحي من حياء الله سبحانه و هو الإله و أنت العبد الضعيف ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن الله عز و جل حيي ستار يحب الحياء و الستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر" رواه الإمام أحمد و أبو داود و النسائي.
الإيمان إيمان بالملائكة أفلا تستحي منهم عند المعصية و هم ملازموك؟ قال الله تعالى: "وإن عليكم لحافظين، كراما كاتبين" سورة الانفطار، الآية 10،11
الإيمان إيمان بالأنبياء، والحياء خلق الأنبياء، أفلا تستحي من حيائهم و هم المعصومون من الخطأ؟
فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت مظاهر حيائه تطغى على تعاملاته حتى قال عنه أبو سعيد الخدري:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه". رواه البخاري و مسلم. وقد وصف سيدنا موسى رضي الله عنه بأنه كثير الحياء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن موسى كان حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه" رواه البخاري و مسلم.
استح من الله تعالى بتذكر عفوه أمام عصيانك، و رحمته أمام ذنوبك.