الصنم الأشهر :- جمال عبد الناصر
يزور قبره المئات و يترحمون على أيامه خاصة ضياء الدين داوود رئيس الحزب الناصري الذي يرى أن النساء عقمت أن ينجبن مثل جمال .. ذلك الرجل الذي عاش حياته في حارة اليهود في العتبة ثم دخل سلك الكلية الحربية و من ثم قام مع زملائه بتكوين تنظيم الضباط الأحرار الذي طرد الملك و نفاه لإيطاليا ... جاؤوا بمحمد نجيب نظرا لسنه الأكبر رئيسا لمصر ثم قام جمال بلعبة السياسة القذرة و عزله عن منصبه و سجنه في قصر زينب الوكيل في المرج ( زوجة النحاس باشا) و كانت قد ماتت ... لم يستطع الطاغية أن يعزله فقط و يتركه يحيا حياة طبيعية و إنما حدد إقاكته حتى لا يتحدث بما حدث معه و مذكرات محمد نجيب كانت غاية في البؤس لمن قرأها ليعرف الجميع مدى معاناة الرجل الذي سجن وحيدا حتى مات ... هذه نقطة .. نقطة أخرى تتعلق باختيار معاونيه .. لم يأت الرجل إلا بالظالمين مثل شمس بدران و عبد الحكيم عامر و سامي شرف و حمزة البسيوني صلاح نصر الملعون و قام هؤلاء الزبانية بتهويل الأمور له ثم التوسع في حملة اعتقالات مرعبة طالت جميع فئات الشعب خاصة جماعة الاخوان المسلمين التي كان جمال يكن لها عداء لأنه عندما سألهم عن رأيهم في الثورة أخبروه بمنهجهم و تعارضه مع أفكاره اليسارية ... مما ذكر أنه تم اعتقال سياح و هذا مضحك فما علاقة السياح بالثورة ... فقط هذا دليل على الغوغائية و التعامل الشامل دون حكمة و روية لأمر الاعتقالات ... قال كثير أن جمال لم يكن يعلم بأمر الاعتقالات لكن ... هناك نص للحاجة زينب الغزالي قائدة جماعة الاخوان للنساء في كتاب أيام في حياتي تقول فيها ( علقت من رجلي و يدي و جاء رجل ليجلدني بسوطه بينما جمال و عبد الحكيم عامر ساندا مؤخرتيهما على مكتب يتفرجان علي قبل أن يغادرا)
قصة أخرى حول شيخ من الأوقاف قال رأيه في الثورة فلم يعجب الرئيس فقام باعتقاله و في السجن اعتدوا عليه و هتكوا عرضه ... فكر كبير الائمة وقتها بالشكوى للرئيس جمال في أحد مناسبات العزاء فإذا بالرئيس يربد و جهه و يعتريه الغضب قائلا لكبير الأئمة بصوت منخفض قاس ( هذا جزاء كل من يحاول عرقلة مسيرة الثورة) ..
قتل سيد قطب صاحب في ظلال القرآن دون رحمة أو شفقة و لم يرحم سنه و لا مرضه في رئتيه و جعله في زنزانة تلقى فيها القمامة كل يوم حتى أعدمه و الشيخ العجوز يدعوا ( اللهم اجعل دمي لعنة في عنق جمال عبد الناصر يوم القيامة)
ثم قام بالتفاق مع خروشوف رئيس روسيا باطلاق الشيوعيين و الاستمرار بحبس الاسلاميين و كان هذا عام 66 عندما أعلن أنه سيضرب بيد من حديد و لن يرحم ( و كأن الرحمة يملكها) قال القرضاوي أن هذه الفترة قتل الكثير من الاسلاميين و تم لفهم في بطاطين و دفنهم في صحراء العباسية ... و قد شاهد بعينه الكثير حتى هرب الرجل لقطر و لا يزال يحيا فيها الى يومنا هذا .. اما الشيخ محمد الغزالي فسافر للجزائر ليقوم بالتدريس هناك ..
بعد اعدام سيد قطب بسبعة أيام جاءت النكسة ... دمرت المطارات المصرية بطائراتها ... سحق الجيش المصري في سيناء.. احتلت اسرائيل هضبة الجولان و طابا و ما بعد حدود ثمانية و أربعين رغم أن طموحها كان أقل من ذلك بكثير .. ولكن ... ماذا نفعل في قوم سهروا مع البغايا و الراقصات يوم الحرب و كأنهم لا يحملون هموم أمة.. ساد خلاف كبير بينه و بين عبد الحكيم عامر حتى يقول كثير من الصحفيين بأن جمال تحوم حوله شبهات في قتل عبد الحكيم عامر ..
هذا بالنسبة للسياسة الخارجية و الداخلية الفاشلة ... بالنسبة للاقتصاد :-
1- اهمال الزراعة و الاهتمام بالتصنيع على حساب الزراعة كما تم توسع الامتداد العمراني على كثير من الرقع الزراعية .
2- شكا وزير الري الاسبق المهندس عبد الخالق الشناوي للرئيس جمال عبد الناصر خطر عدم مرور الطمي من السد العالي مما أدى الى أن خف وزن الارز و القطن و الموزو قصب السكر كما انه بعد احتجابه أخذت تضيق المسام حتى أصبحت التربة لا تتشرب المياه بسرعة
3- من اهم عيوب السد العالي ان كثرت المياه خلف السد العالي مما أزاد المياه الجوفية و في منتصف عام 1978 نشرت الصحف انذارا بتساقط البيوت و المباني خلف السد نتيجة لزيادة منسوب المياه الجوفية الطارئة بعد السد مع عدم اتباع ما يلزم لخفض هذا المنسوب.
4- سيطرة الدولة الكاملة على الاستيراد و التصدير و نتيجة لجبن رأس المال قلت الاستثمارات في مصر
5- احتلال هيئة الاتحاد الاشتراكي لكثير من قصور الملك السابق دون استغلالها اقتصاديا كفنادق لاستيعاب ضغط السياحة وقتها .
6- النظم القمعية من صفات اليسار لذلك.. بعد نزع الاراضي و المصانع من اصحابها كانت مصر مجبرة لدعوة النفوذ الروسي و الخبراء الروس لترسف في النهاية الديون الروسية و الضغوط الروسية و الشروط الروسية .
7- قال السادات بعدما مات عبد الناصر قولته الاقتصادية الأشهر( لقد عبدنا صنم الاشتراكية حتى أصبح اقتصادنا على البلاط) بمعنى آخر لقد فشلت اشتراكية الستينات تماما .
8- السياسة التبعية لروسيا كادت تجعل مصر جمهورية من جمهورياتهم كما قال الاستاذ الصحفي فايز عبد المجيد
نقطة أخيرة :- عندما لمع نجم جمال عبد الناصر أرسل له المحفل الماسوني خطابا نصه الآتي ( الماسونية المصرية إذ تشكر للرئيس على ما شملها من عطف تؤكد مناصرتها للثورة و مساهمتها الفعالة فيها ) و يلاحظ أن مضمون هذه البرقية هو نفس ما قيل لماركس و انجلز تقريبا في المجلة الماسونية الالمانية لاتوانيا . ثم أرسل المحفل الماسوني برقية أخرى جاء فيها ( نعرب عن اخلاصنا للثورة و باختيار سيادتكم بالاجماع حاميا أعظم للماسونية المصرية سائلين المولى أن تزدهر الماسونية و ترتقي في ظل حمايتكم العظمى لها) .
إذن نحن أمام شخص كان يقيم علاقات سرية مع اليهود ... ثم إنه طاغية ظالم ... ثم إنه خرب اقتصاد وطنه ... و لم يحسن اختيار معاونيه فأذلوا البلاد و العباد ...
خلاصة القول و المحصلة النهائية .... أن هذا الشخص مكانه مزبلة التاريخ