سئل الإمام أحمد ابن حنبل :- متى يستريح المرء . فقال : عند أول خطوة يضع فيها قدمه في الجنة .
و قال إبو العلاء المعري و هو يرثي فقيها كان يحبه بشدة:-
تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد ..................................كما
قال المنفلوطي في كتابه النظرات :-
(أيها الدهر ألا تستطيع أن تنام عن الإنسان لحظة واحدة ؟ ألا تستطيع أن تسقيه كأس السرور خالصة لا يمازجها كدر و لا يشوبها عناء؟
إن كنت تريد أن تسلبه فلما أعطيته ؟ و إن كنت تريد أن تعطيه فلما سلبته ؟ كان خيرا له أن تعطيه حتى لا تفجعه في تلك العطية و أن لا تسقيه كأس السرور حتى يتجرع ذلك السم الذي أودعته تلك الكأس .)
و في الختام لا يسعني إلا أن أقدم قصيدة مدرسة الحياة للبردوني فهي تغني عن كل كلام كنت أود قوله
مدرسة الحياة للشاعر
عبدالله البردوني
ماذا يريد المرء ما يشفيه ___يحسو روا الدنيا و لا يرويه
و يسير في نور الحياة و قلبه --- ينساب بين ضلالة و التيه
و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه ---- حاشى الحياة بأنّها تشقيه
ما أجهل الإنسان يضني بعضه___ بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه
و يظنّ أن عدوّه في غيره ___و عدوّه يمسي و يضحي فيه
غرّ و يدمي قلبه من قلبه ___و يقول : إن غرامه يدميه
غرّ و كم يسعى ليروي قلبه___ بهنا الحياة و سعيه يظميه
يرمي به الحزن المرير إلى الهنا ___حتّى يعود هناؤه يرزيه
و لكم يسيء المرء ما قد سرّه___ قبلا و يضحكه الذي يبكيه
ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها ___و أجلّها و أجلّ ما تلقيه
و من الحياة مدارس و ملاعب___ أيّ الفنون يريد أن تحويه
بعض النفوس من الأنام بهائم ___لبست جلود الناس للتمويه
كم آدمي لا يعدّ من الورى ___إلاّ بشكل الجسم و التشبيه
يصبو فيحتسب الحياة صبيّة ___و شعوره الطفل الذي يصبيه
***
قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى ___ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها___ أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة ___تملي الدروس و جلّ ما تمليه
سلها و إن صمتت فصمت جلالها___ أجلى من التصريح و التنويه