????
زائر
 |  موضوع: عصفور في القفص  الجمعة أبريل 10, 2009 12:58 am | |
|
عصفور فى القفص
لا أدرى كيف أبدأ الحكاية...
كل ما أعرفه إنى عصفور ملون جميل يحيا داخل قفص...
ما أشد احتياجى للحرية...
جاؤوا بى من عند البائع وصنعوا لي كوخاً خشبياً لأحيا فيه...
جاؤوا بعد ذلك بعصفور آخر صادقته وكان بمثابة الأخ لى بيد أنه توفى للأسف...
حزنت عليه كثيراً وكدت أن أهلك لكن ابنة من بنات هذه العائلة اهتمت بى ووضعت لى الطعام حتى تحسنت حالى..
هذه الأسرة التى أحيا معها مكونة من ستة أشخاص أب وأم وولدان وبنتان.
الأب يعمل موظفاً بالحكومة والأم ربة منزل ويعيشون فى شقة مكونة من ثلاث غرف بسيطة...
لم أكن أعلم شيئاً عن أحوال البشر عندما كنت عند البائع لكن مكوثى مع هذه الأسرة جعلنى أحس بمعاناتهم... الابنة الكبرى طالبة بكلية الصيدلة ومصاريفها كثيرة أما الولد الأصغر منها طالب فى كلية التجارة ويعمل فى محل للتليفون المحمول..
الثالث طالب بكلية الآداب فى السنة الأولى والأخيرة طالبة بالصف الثالث الإعدادى وهى أكثر واحدة تحبنى..
كما ترى فهذه الأسرة مثقلة بالأعباء المادية لدرجة أن الابن الأكبر يعمل ليساعد فى مصاريف المنزل..
بالنسبة للأب فكان يعمل ساعات قليلة يعود المنزل بعدها للغداء ومن ثم يخرج لعمل آخر..
كنت احترم كفاحهم فى الحياة بحق وسأروى لك بعض المواقف التى أعجبتنى فى هذه الأسرة...
الموقف الأول: فى لحظة دخول العيد كان لكل فرد فى الأسرة ميزانية معينة لشراء الملابس. وتطلبت الابنة الكبرى مصاريف لكليتها مما جعل رب الأسرة يطلب من الأبناء التقليل من ميزانية الملابس لهذا العام.
قال الابن الأكبر نادر:- سأتخلى أنا عن ميزانية شراء الملابس لهذا العام فملابسي تكفيني.
نظر الأب لثيابة الرثة قائلاً بحزن: فكر قليلاً.
قال نادر: فكرت وانتهينا.
قال الابنة الكبرى: أسفة يا أخى.
ابتسم قائلاً: لا عليك فنحن واحد.
الموقف الثانى: أحضرت الابنة الصغرى شالاً لأمها من مصروفها فقالت أمها مشدوهة كيف دبرت هذا المبلغ.
قالت البنت الصغرى: كنت اقتطع فى مصروفى كل اسبوع مبلغاً عموماً ليست بالهدية الغالية.
ضمتها أمها فى حنان قائلة: هذه الهدية بالنسبة لى تمثل كل كنوز الدنيا.
الموقف الثالث: عندما مات العصفور الذى كان يقاسمنى الكوخ الخشبى لم يلقوه فى النافذة كما كان يفعل صاحب المحل الذى كنت فيه وإنما قال الأخ الأصغر وهو يمسكه بيده سأذهب لأدفنه بالأسفل فهو روح مهما كان.
سارت هذه الأسرة فى الحياة بحلوها ومرها تكافح وتناضل من أجل تعليم أبنائها، إلى أن حدث حادث مشئوم...
مرض الأب مرضاً شديداً وفى ثم أصيب بجلطة فى المخ أقعدته عن العمل وقام بتسوية معاشه حيث أمره الطبيب بذلك... المشكلة أن معاش الرجل كان أقل من مرتبه مما أربك ميزانية الأسرة هذا غير الألم النفسي العميق الذي أصاب الأسرة ...
اضطر الابن الأصغر للعمل مما أحزن الأسرة كلها...
قال الوالد يوم أن عرف أن ابنه يعمل:أحسنت يا بني .
قال الابن الأصغر: هذا واجبى لطالما وقفت بجابنا.
قال الأب: لم تكن مضطراً لهذا.
قال الابن الأصغر: المصاريف كثيرة.
قال الأب: ليت هذا لم يحدث.
قالت الأم: لا تعترض علىالقضاء .
بعد عام تقريباً توفى الأب ورسبت الابنة الكبرى فى السنة الرابعة من كلية الصيدلة.
يومها صرخت أمها: يا للعار فضحتينا.
قال الابنة باكية: تزامن ذلك مع وفاة أبى فلم استطع المذاكرة.
قالت الأم: لو علم أبيك بذلك لن يهنأ فى تربته ..نسيت أن أخبركم أنه بعد وفاة الأب ساءت حالتى النفسية ولم يعد أحد يهتم بى من أبناء هذه الأسرة مما أدى إلى هزالي وضعفى.***************
نظر نادر إلى العصفور الملقى على جانبه وقال لأخته: مات كزميله.
قالت أخته: وكأنه كان يتألم لآلامنا قال وهو ينظر إلى الشمس التى أوشكت على المغيب: سأذهب لأدفنه والله يعلم لقد كنت احبه كثيراNMF
|
|
