اللثام الأسود
كان هناك في أحد الأزمان أمير وسيم و كان والده الملك يريد أن يزوجه لأميرة من المملكة المجاورة لتعزيز أواصر الصداقة بين المملكتين بعد حرب دامت أكثر من خمس سنوات لكن الأمير الوسيم كان يحب فتاة من عامة الشعب..كان الأمير يذهب للفتاة كل أسبوع ليلا بدون علم والده عند شجرة بلوط ضخمة و كانت الفتاة تهيم حبا بالأمير رغم علمها بصعوبة أن تتزوج من ابن الملك ..قال الأمير لها في اللقاء الأخير:- أحبك بكل جوارحي قالت مبتسمة:- والدك سيرفض إذا صارحته قال:- أتحبينني لمالي أم لشخصي قالت ضاحكة :- لشخصك لا لمالك قال بحنان :- هكذا أريدك أن تحبيني قالت:- غادر الآن حتى لا تثير الشكوك قال:- سأعلم والدي بعلاقتنا قالت قلقة:- أخشى أن يسيء التصرف قال بثقة:- لا تقلقي عاد الأمير الوسيم إلى القصر و انحنى أمام الملك باحترام قائلا:- جلالتك ، أريد محادثتك في أمر هام قال الملك بوقار:- هات ما عندك قال الأمير:- علمت أن جلالتك تريد تزويجي لابنة ملك المملكة المجاورة .قال الملك متفهما:- أعتقد أنك لا تعترض على قرار والدك خصوصا أن الأميرة جميلة للغاية.قال الأمير:- أنا أعترضقال الملك بغضب:- هل جننت قال الأمير بهدوء:- لا أريد الزواج من هذه الفتاة .قال الملك:- ولدت عنيدا كأمك قال الأمير:- إنها عند خالقها فلا تتحدث عن الموتى قال الملك بعناد:- ستتزوج الأميرة و لن تكون عاقا .قال الأمير بعناد أشد:- سأتزوج بمن أريد فكر الملك مليا أمام عناد الأمير ثم رأى أنه ليس من مصلحته أن يعترض فقال متصنعا الرقة:- أظن أن هناك فتاة في حياتك .قال الأمير:- نعم هناك قال الملك:- من هي قال :- ابنة فلاحة قال الملك بهدوء:- لا نريدك أن تتزوج من عامة الشعب فسلوك الملوك ليس كسلوك الرعية قال الأمير:- بيننا قصة حب قديمة قال الملك:- لماذا لم تصارحني بذلك من قبل قال الأمير:- ها قد أخبرتك فلا تخذلنيقال الملك:- هل لي أن أقابلها قال الأمير:- عدني بألا تؤذيها قال الملك:- أعدك بشرف الملوك قال الأمير:- غدا نزورها ذهب الملك مع الأمير في صباح اليوم التالي إلى الفتاةو أمها و جلس معهم ثم قال للفتاة :- هل تحبين الأمير قالت الفتاة بخجل:- نعم قال:- هل ستسلكين سلوك الأمراء إن تزوجتيه قالت الفتاة:- سأحاول قدر الإمكان قال الملك بتعال:- الحياة في الأكواخ تختلف عن القصور قالت أم الفتاة التي كانت تجلس بجانبهم و هي تضغط على حروف كلماتها:- و لكن هذه الأكواخ يخرج منها قوم شرفاء نظر لها الملك بغضب فاستطردت:- و لا يخرج منها ظلمة وطغاة.قال وزير الملك الذي كان حاضرا:- لقد تجاوزت الحدود رفع الملك يده للوزير ألا تعترض ثم قال:- معك حق ثم قام من مجلسه ببرود و غادر دون أن يسلم عليها*******
- وزيري العزيز لقد أسرت الفتاة قلب الأمير الشاب قال الوزير بقلق:- ماذا تريد يا سيدي قال الملك :- لا سبيل إلا أن يغادرا المملكة ، ابعث لهما بصرة دنانير من ذهب و أمرهما بأن يغادرا.ذهب الوزير إلى المرأة و ابنتها و عرض عليهما الذهب فأبت الفتاة و قالت بعناد:- لن نغادر هذه المملكة و رد للملك ماله .قال الوزير بحزن:- سيكون التصرف القادم قاسيا قالت أم الفتاة :- فليكن ما يكون غادر الوزير و عاد للملك ليخبره بما حدث فقال الملك:- أنت ذراعي اليمنى و دائما أعتمد عليك قال الوزير:- أنا رهن إشارتك قال الملك بحسم:- اقتلهما و اخف الجثتين قال الوزير:- ليلا سيتم الأمرذهب الوزير مع بعض الحراس إلى كوخ الفتاة قبيل الفجر بقليل فإذا والدة الفتاة تهجم عليهم بعصا غليظة صارخة:- توقعت هذا فالملك طوال عمره وغد حقير .لم يستغرق الأمر أكثر من دقائق سقطت فيها الأم صريعة و الفتاة تنظر إلى أمها في ذهول .قال الوزير و هو يشير للفتاة :- أنهوا الأمر حاولت الفتاة دفع الضر عن نفسها و لكن أحد الجنود ذبحها كالنعجة و ألقاها على الأرض جوار أمها و الوزير يقول:- أنت مربط الفرس شاع الخبر في المملكة و لم يتحدث أحد بما حدث خوفا من بطش الملك و جبروته و اعتصر الحزن قلب الأمير عندما علم بوفاة حبيبته عن طريق أحد فرسانه المخلصين. استدعى الأمير بعد ذلك بأيام الوزير قائلا:-بلغ الملك من العمر أرذله و لابد لي من الزواج و لا أجد خيرا من ابنة ملك المملكة المجاورة .قال الوزير:- عين العقل يا سيدي . تمت مراسم الزواج في سرعة و هاهو الأمير ينظر إلى عروسه داخل غرفتهما في ليلة الدخلة .قالت العروس مبتسمة:- أنت وسيم جدا .قال بسخرية لم تلمحها:- وأنت جميلة جدا اقترب الأمير منها ليقبلها فمالت نحوه و في جزء من الثانية أخرج من جراب معلق بخصره خنجرا حادا ذبحها به في قسوة.. شهقت العروس و الدم ينزف من عنقها فدفعها بقرف قائلا :- إلى الجحيم تركها تحتضر ثم تناول رقعة من الجلد كتب فيها:- ( من ملك هذه المملكة إلى ملك المملكة المجاورة أما بعد فإني قد خدعتك و قتلت ابنتك و سأسير إليك بجنودي لأصفي حساباتي معك أيها الأحمق).ثم اتجه إلى الجثة و احتز رأسها بخنجره و وضع الرأس في صندوق مع الرسالة ثم هبط إلى بهو القصر و ختم الرسالة بخاتم الملك وتوجه قاصدا أحد فرسانه المخلصين مناولا إياه الصندوق قائلا:- انطلق إلى ملك المملكة
موضوع: أجمل قصة بعتبر نفسي ألفتها.... اللثام الأسود .... الجزء الأول 
الخميس أبريل 09, 2009 10:26 pm