القصاصات الورقية.... قصة غريبة

زائر

القصاصات الورقية

للمرة العاشرة يرفض من أهل العروس والسبب هو الماديات كالعادة ، كلما يذهب ليقابل أهل عروس يسألونه عن إمكاناته المادية و هل هو جاهز أم لا فتكون الإجابة مخيبة لآمال أهل العروس فيخيبوا آماله بدورهم مما يجعل الجراح تتراكم في صدره حتى يخيل إليه الآن أنه وصل لمرحلة الاكتئاب ..سار في شرود و هم تختلط ذكرياته و تدوي ردود أهل العرائس في تلافيف مخه فلا يملك إلا أن يبتسم في سخرية قبل أن يدخل حديقة الفسطاط ليتفرج على البشر .

دخل ليجلس على كرسي مقابل لفتى و فتاة يجلسان متلاصقين و هما ينظران لبعضهما في حب فتمتم بحزن:- يا لحظكما

حاول كثيرا أن يقوم بعمل علاقات عاطفية مع فتيات يماثلنه في العمر أو يصغرونه لكنه فشل دوما ، أسلوبه في الحديث صريح بشكل مريع و لا يتجمل ، عاجز عن صب كلمات الحب في آذان الجميلات ناهيك عن وجهه العادي فليس وسيما ولا دميما و لكنه لا يوصف بالوسامة على الإطلاق .

أخذ ينظر إليهما بشغف إلى أن قام الشاب متجها إليه قائلا بغلظة:- لما لا تأخذ لنا صورة.

قال مبتسما:- هل أطلب منك طلبا بسيطا

قال الشاب بتعجب من رد فعله:- ماذا

مد يده اليمنى بجانبه ثم ناوله دستة جاتوه قائلا :- تفضل

قال الشاب باستنكار:- ما هذا

قال متنهدا:- أنا أتقدم لفتيات كثيرات و يرفضونني ، في المرة الأخيرة صممت على أخذ دستة الجاتوه هذه و أنا أغادر رغم ذهول أهل العروس

نظر الشاب إليه بإشفاق و كأنه ينظر إلى مجنون ثم قال:- لا أريد شيئا، فقط لا تنظر لنا بهذه الطريقة .

قال بإلحاح :- خذها أرجوك و سأغادر فورا

تناول منه الشاب العلبة فقام وهو يقول:- أدعو الله أن يسعدكما

ثم اتجه إلى الأعشاب و الزروع و نام عليها و هو ينظر إلى السماء بحسرة قائلا لنفسه:- بلغت الثالثة و الثلاثين و لا أمل .

كان يعمل في شركة كمبيوتر بمرتب لا يتعدى الخمسمائة جنيه و أهله متوسطوا الحال لا يمكنهم مساعدته إلا في أضيق الحدود و بسبب ذلك رفض كثيرا لأنه لم يدخر المبلغ الذي يرضي أي أسرة كونه يعتمد على نفسه بشكل شبه كلي .. بينما هو في أفكاره إذ أحس بورقة على ظهر يده فاستدار ليجدها مستقرة في فجوة في النخلة التي ينام أسفلها ، أخرج الورقة و فضها فإذا بها كتابة بخط جميل يقول كاتبها فيه:- ( أيتها الدنيا الملعونة و أيها القدر البائس ، ما الذي فعلته لأستحق كل هذا ، لا عمل ، لا مال ، لا زواج .. فقط الخواء و الفراغ و الملل و الفقر .. أيا حسرة على عمري الذي ضاع و شبابي الذي فني )

قال لنفسه بعدما قرأ الورقة:- لست وحدك

ثم أخرج من جيب قميصه قلما و قصاصة صغيرة اقتطعها من ورقة كاملة كانت في جيب قميصه ثم نام على بطنه ليكتب فيها الآتي :-( لست وحدك يا صديقي ،كلنا في الهم سواء و إن كنت لا تجد أي شيء فأنا مثلك لا أملك أي شيء و إن كنت تعتبر حياتك قاسية فحياتي سوداء قاتمة ، و إذا كنت تريد أملا فلا يوجد ، خذها نصيحة مني:- الطموح كلمة حمقاء إذا استخدمت مع عدم توافر الأسباب التي تجعل الشباب طموحا ) .

أنهى الكتابة ثم وضع القصاصتين في الفجوة و هو يقول لنفسه:- ترى هل سيقرأها؟؟
******

ذهب بعد أسبوعين إلى الحديقة عصرا فوجدها هادئة ساكنة فأحس بالراحة النفسية لما رآه من الهدوء المختلط بحفيف أوراق الشجر و شقشقة العصافير .. سار في الحديقة منكس الرأس واضعا يديه في جيبي بنطاله و هو يفكر في موضوعه الأخير ، كالعادة نفس الترتيبات و نفس التصرفات حتى عم وديع صاحب محل الحلويات قال له ضاحكا قبل المقابلة :- أنصحك ألا تشتري مني بعد الآن ، فأنا نذير شؤم .

عندما دخل دار أهل العروس هذه المرة أحس أن ثقته بنفسه تهاوت إلى الحضيض حتى أن العروس نظرت له برثاء و والدها يضيق عليه الخناق بأسئلته التي تنطلق كالرصاص ليغمر العرق وجهه المحمر ثم يغادر ملوحا بذراعه قائلا:- أنا آسف ، عطلتكم

وجد في سيره طفلا يلعب الكرة و أمه تجري خلفه فقال لها بصون عال:- البنون نعمة .

نظرت له المرأة بتعجب فاستطرد:- ربنا يباركلك فيه

لم ترد عليه المرأة فأكمل سيره حتى وصل إلى النخلة التي كان قد علمها ناظرا لها بفضول ، بفضول أشد مد يده نحو الفجوة و أخرج منها القصاصات الورقية فإذا هم ثلاثة فضهم جميعا .. بالطبع اثنتان قديمتان أما الثالثة فوجد فيها هذه الكتابة:-( يا غبي، أما خطر في بالك أن تواسيني بدلا من أن تزيد جراحي، أصبحت كمنتظر لطوق النجاة في خضم الغرق .. ضاع كل شيء و بلغت الأربعين و اشيب شعري .. جربت كل أنواع المخدرات علها تنسيني أفاعيل الزمن فلم تفلح .. خطابي الذي تقرؤه هو الأخير لأني سأذهب لألقي نفسي في مياه نهر النيل نادما علىانتمائي لهذا العالم الشقي بعد كتابته مباشرة)

قال لنفسه بعدما قرأ القصاصة:- ما أحسبك ستفعل لأن الحياة غالية علينا مهما كانت الظروف .

ثم أخرج قصاصة فارغة من قميصه أعدها سلفا كتب فيها:- ( كان هذا حوار بيين اثنين من المجانين) .

جمع القصاصات و رقمها ثم أعادها للفجوة و سار نحو باب الحديقة قائلا:- إن لم أكن جننت فلأتصنع الجنون .

اقترب بحذر من أحد حراس البوابة ثم هوى على وجهه بصفعة قاسية فنظر إليه الرجل بذهول قبل أن يقوم و معه زميلين له ليوسعه ركلا

و ضربا فتملص منهم راكضا في الشارع .. عبر الطريق بسرعة فأطلقت إطارات أحد السيارات صريرا مزعجا ثم أخرج السائق رأسه من السيارة شاتما إياه بشتيمة سوقية فاحشة ، وقف على الرصيف الذي يفصل بين الطريقين ثم جلس القرفصاء على الرصيف و بعض المارة ينظرون إليه بتعجب فقال لنفسه مبتسما:- الكاتب المصري القديم .

اتسعت ابتسامته بعد مقولته تلك ثم أخذ يضحك ...

و يضحك ....

و يضحك....

NMF

زائر

لا اعتقد ان حد بيتجنن من العزوبيه

ناس كتير بتتجنن بعد الجواز

الجواز زى البطيخه

والتفسير متروك لخيال القارئ

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

» ثصص غريبة 2
» قصص غريبة
» النساء مخلوقات غريبة
» مخلوقات غريبة .. سبحان الله