???? زائر
| موضوع: حكاية الناي الحزين... الجزء الثاني السبت مارس 28, 2009 6:42 pm | |
|
أخذ يكرر اللحن و الجمل و عبدالله يستمع في صمت إلى أن قال حمدان بصوت ضعيف:- لنعد ادراجنا
قال عبدالله:- ما قولك بشأن الهجرة
قال حمدان:- بدأت افكر جديا في موضوع السفر
قال عبدالله:- رغم أنها هجرة غير شرعية إلا أن أرض الأحلام تنتظرنا هناك
قال حمدان بقنوط:- أريد الهروب من الماضي
قال عبدالله:- بل ستحيا حياة أسعد من هذه بكثير .
مضى على هذه المحادثة أسبوع و حمدان لا يمل من العزف على نايه أعلى الشجرة و ذات يوم تسللت رمزية مرة أخرى لتراقبه بحزن فقال و هو يفطن إلى وجودها:- مرة أخرى
قالت و هي تخرج من خلف الزروع:- زالت العقبة الكؤود التي كانت تعيق أحلامنا
قال بأسف:- رمزية هناك من هو أحق بحبك مني
قالت:- جاءني خاطب اليوم و وافق أهلي جميعا عليه
قال :- وما شأني أنا
قالت:- ألا تحس بقلبي الذي يذوب حبا فيك
قال:- و ألا تحسين أنت أنك تعرضين نفسك للمهانة
قالت متعذبة :- يا لقسوة قلبك
قال و هو يتنهد:- ليته كان قاسيا
قالت:- قد يكون هذا آخر لقاء بيننا إذا وافقت على هذا الخاطب
قال:- قد يكون أفضل مني
قالت بحرارة:- أنت عندي بكل رجال الدنيا
قال :- أنت كما كنت لم تتغيري قط
قالت و جسدها يهتز بعنف:- لم ترفض حبي
قال :- لم ارفض حبك ، كل ما في الأمر أنني لم احبك يوما و اعتبرتك منذ طفولتنا كأخت صغرى لي
قالت بشراسة:- و همت حبا بالتي باعتك نظير المال
قال:- كل الحق معك و أنا لا انكر هذا .. بالمناسبة أنا مسافر بعد يومين
قالت بدهشة:- إلى أين
قال:- سأهاجر هجرة غير شرعية إلى إيطاليا
قالت مصعوقة:- تريد ترك البلاد
قال :- أريد الهروب من الحزن و العذاب
قالت:- طبعا إلى اليونان عن طريق البحر ثم إلى إيطاليا
قال:- جيد أنك تعرفين التفاصيل
قالت:- ثم تغرق في البحر المتوسط ككثير من الشباب
قال:- فقدت إرادة الحياة
قالت:- يا لتعاستك ، أنت تشقي نفسك بنفسك
ثم أولته ظهرها قائلة :- سأنساك و سأسير في حياتي وفق ما قدر لي .. الوداع يا حمدان .
قال بهدوء:- فليوفقك الله *******
دبر حمدان مع صديقه عبدالله مصاريف رحلة الموت بعناء شديد .. قام والد حمدان ببيع قراريط يملكها من أجل ولده الحبيب و من ثم قام بالاستدانة من بعض الأصدقاء الأوفياء.. من جهة اخرى تزوجت رمزية بعد رحيل حمدان بستة أشهر و عاشت تعيسة مع زوجها فقد كان قلبها معلق بالحبيب الذي رحل .. حاولت التصبر بكل جهدها و تحمل قسوة الأيام عل ذلك يسري عنها بعد رحيل الحبيب .. بالنسبة لسعاد فقد حدث العجب العجاب .. لم تكن سعاد تعلم أن زوجها قاس غليظ لهذه الدرجة .. لم تكن تعلم بخله و شحه .. وصلت المشاكل بينهما لطريق مسدود فطلقها و أعادها لأهلها و هو يلعن نفسه في سره بعدما تزوج فتاة لا تناسبه ماديا و لا اجتماعيا ناهيك عن سخرية أهله منه بأن هذه الزوجة الريفية التي أصر على الزواج منها فضحته في الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه و عرضته للقيل و القال ..
عادت سعاد إلى بيتها المتواضع في الريف مستسلمة للوم والديها لها على عدم تمكنها من امتلاك قلب زوجها و على خيبتها الشديدة .. ذات ليلة ممطرة ذهبت سعاد إلى الشجرة الضخمة و الماء يسقط على شعرها فيلتصق بوجهها ليمنحها منظرا مثيرا للشفقة و هي ترتجف من البرد .. تذكرت كلمات حمدان عندما كانا صغارا:- في بعض الأوقات يا سعاد أنا أحفر الأرض على يسار الشجرة و أخبىء فيها هذا الناي.
جلست على ركبتيها تحفر الأرض عن يسار الشجرة بيديها المرتجفتين .. استمرت بضع دقائق قبل أن تجد الناي ملفوفا بورقة بيضاء كبيرة..
كانت سعاد تعلم بسفر حمدان في رحلة الموت لكنها لم تعر هذا الأمر اهتماما
و الآن هي نادمة أشد الندم .. فضت الورقة البيضاء لتمسك بالناي فإذا في الورقة كتابة .. صعدت إلى جذع الشجرة كما كان يجلس حمدان ثم قربت وجهها من الورقة تتمعن فيها فقرأت الآتي ( وداعا يا نايي الحزين.. وداعا للفتاة التي أحببتها من صميم قلبي .. وداعا يا مصر .. وداعا لكل شيء) انتحبت و هي تضم الورقة إلى صدرها قائلة :- ليتني لم أجر وراء المال لقد كنت حمقاء
ثم امسكت بالناي بالطريقة التي علمها لها حمدان في صغرهما و عزفت لحنا مبكيا تعلمته منه ثم قالت بصوت متقطع من أثر البكاء :-
سامحني يا حبيبي فأنا الملومة
عشقت المال و الدنيا المجنونة
و بعت حبك و أحلام الطفولة
ليتك تعود لتمنحني النجوم NMF
|
|
???? زائر
| موضوع: رد: حكاية الناي الحزين... الجزء الثاني الأحد مارس 29, 2009 9:29 pm | |
| الضوء الشارد الجزء التانى
|
|