???? زائر
| موضوع: حبيب قلبي... الجزء الرابع السبت مارس 28, 2009 6:29 pm | |
|
قال:- من الغد نبدأ برنامجا جديدا و من حسن حظك أن إجازتي هذه لمدة ثلاثة أيام .
قلت:- متى أقابلك
قال:- غدا العاشرة صباحا أمام منزلي ******
أوقفت سيارتي أمام باب منزله العاشرة صباحا و انتظرته حتى خرج و ركب بجانبي فقلت: - إلى أين
قال:- دار علي ابن أبي طالب للأيتام
قلت :- ما هذا
قال ضاحكا:- هذا لترقيق قلبك
ثم أعطاني عنوان الدار التي وصلناها بعد نصف ساعة فإذا بمشاعر أمومة كانت مخبوءة داخلي انطلقت من عقالها لتغمر الأطفال عطفا و حنانا و حسن ينظر إلي بسعادة.
قلت و أنا أحمل أحد الرضع على ساعدي الأيمن:- أحس براحة نفسية عظيمة .
قال:- هذا لا زال لا شيء
ظللنا في الدار حتى الواحدة ظهرا ثم غادرناها بسعادة بالغة قبل أن ننطلق تجاه أحد الأندية بالمعادي و حسن يقول لي بمرح:- سترين أشياء عجيبة.
دخلت معه النادي ثم دلفنا إلى قاعة صغيرة يجلس بها ما يقرب من ثلاثين شخصا في مدرج صغير كمدرجات الجامعة .. قال لحظتها شخص من الجلوس لحسن:- أهلا يا أستاذ
حياه حسن بيده قائلا :- مرحبا .
قام أحد الجلوس متجها نحو السبورة الضخمة قائلا :- فلنبدأ
أخذ هذا الشخص يتحدث عن المجتمع المدني و ملامحه و تطوراته في الدول المتقدمة و الفرق بين الديموقراطية المرنة هناك و الأوتوقراطية التي تكبس على أنفاسنا مذلة البلاد و العباد .. انتهى الرجل بعد ساعة تقريبا ثم قال:- هذا كل شيء
خرجنا و أنا أقول لحسن:- لم أعرف أنك مثقف لهذه الدرجة
قال و هو يمسك راحتي بيده:- لم تعرفي عني كل شيء بعد.
أحسست بنشوة لا حد لها عندما أمسك يدي و كأنني ظمآن ارتوى بعد عطش دام أياما فقلت من كل قلبي:- هذه أسعد أيام حياتي
قال:- لا أعرف حقيقة مشاعري بعد .
قلت مغتاظة:- أنت تماطل فقط .
قال بخبث :- لا لا أنا لا أحبك .
قلت مجروحة:- أنت تراوغني
قال باستهتار :- سميها ما تشائين .
كنت أعلم في قرارة نفسي أنه بدأ يشعر بالارتياح لي فجاهدت نفسي بكل قواي لأتغير إلى الأفضل حتى أكون من وجهة نظره الفتاة التي يتمناها لنفسه .
قال منتزعا إياي من خواطري:- ما بالك
قلت مسرعة:- أفكر في المستقبل
قال بثقة:- هو بيد الله
قلت:- و نعم بالله
قال:- سنعود للبيت لتناول طعام الغداء و من ثم أقابلك في ميدان الحجاز في السادسة .
قابلته في السادسة بميدان الحجاز لنحضر درسا دينيا لأحد الدعاة الشباب أحسست بعده أني أطير في رحاب رحمة الله .
قال و هو يقابلني بعد الدرس:- أعجبك الدرس
قلت بحماس:- جدا، هذا الداعية رائع .
قال:- إذن حافظي على الدرس حتى في عدم وجودي
في اليومين التاليين ذهبنا لجمعية خيرية قيدنا فيها اسمينا و خرج المارد من قمقمه لأنطلق في مجال العمل الخيري بسرعة الصاروخ.. غادر حسن إلى الجيش مرة أخرى فودعته بشوق
و زرت أهله الذين أبدوا ترحيبا أشد من ذي قبل خاصة بعد أن لاحظوا لينا و سماحة طرءا على شخصيتي في الآونة الأخيرة .
ذهبت إلى والدي لأخذ أموال منه للعمل الخيري فقال بدهشة:- منذ متى
قلت مازحة:- هذه أروى جديدة
قال بسعادة:- أنت تتغيرين للأفضل يا ابنتي
قلت:- ادع الله لي يا أبي أن يوفقني
قال بحب عميق:- سأدعو لك و أنا أصلي .
ثم التقط نفسا عميقا و استطرد:- من وراء هذا التغيير
قلت:- حسن
قال:- اجلسي و قصي علي كل شيء
قصصت عليه الأمر برمته فقال شابكا أصابع يديه أمام وجهه :- فتى رائع .
ثم تصنع الخبث و هو يقول:- تخرجت و حان وقت الزواج
قلت:- حسن و لا أحد سواه .
قال:- هل يبادلك نفس المشاعر
قلت:- أنا أبذل قضارى جهدي ليحبني .
قال :- عموما أي شاب يتمناك
قلت:- إنهم يتمنون المال في المقام الأول
قال متنهدا بحزن:- صدقت .
ثم بدافع من حبه لي قال:- عموما أنا لا أمانع من زواجك منه خاصة أنه من مستوى اجتماعي راق .
قلت بسعادة جمة:- شكرا يا أبي.
أنهى حسن فترة تجنيده و عاد لمنزله بمدينة نصر فطلبت منه زيارتي في منزلي فزارني ليجد حال أهلي لا يسر عدوا و لا حبيبا .
قال لأمي حينئذ:- أماه
قالت بتوتر و هي تنفث الدخان من فمها:- ماذا تريد يا بني
قال :- هل تقبلين مني الكلام كولد لك .
أظهرت اهتماما تمثل في اعتدال جلستها و ضيق عينيها بتركيزفاستطرد:- أنا مثل ابنك و أخاف عليك و أحترمك و من هذا المنطلق أود محادثتك على انفراد.
قالت أمي:- تعال
جلسا على مقربة مني أنا و هيثم الذي قال:- هذا الشاب مؤدب للغاية.
قلت له:- هل أحببتموه
قال:- حديثه يأخذ بمجامع القلوب
بعد مغادرة حسن علمت من أمي أنه نصحها أن تذهب لإحدى دورات الصحة النفسية و تحقيق الذات في ميدان التحرير و لما كانت أمي لا تعمل فقد نشطت همتها و استيقظت صبيحة اليوم التالي لتذهب للدورة فوجدتها نازلة في بهو الفيلا تتهادى في مشيتها فرفعت عيني عن الجريدة التي أقرأها و قلت لها ضاحكة:- بهذه السرعة .
قالت:- نصائح صديقك مفيدة
استمريت في التغير للأحسن كما لاحظت تغيرا حادا طرأ على أمي تمثل في هدوئها الشديد و ندرة الخلافات بينها و بين أبي فأعلمتها أنها كانت تحمل الأمر أكثر من طاقته و أن أبي من النوع الذي يوثق به و ليس زير نساء .
قالت لي بتعقل:- أبوك شديد الوسامة إضافة إلى ثرائه الفاحش الذي يجذب أي امرأة .
قلت:- هكذا إذن
قالت أمي:- أفكر أيضا في هجران الخمر .. أهداني حسن شريطا دينيا عن الكبائر أثار خوفي .
قلت و أنا أقبلها:- يا ليت
أمي عنيدة و أنا أعرف إرادتها منذ أن كنا صغارا فلم تمض أيام حتى كانت قد هجرت الخمر نهائيا فأحسست راحة لم أحسها من قبل و أخبرت هيثم بذلك فهز كتفيه في بساطة قائلا:- حضرت مع حسن بعض الندوات الدينية .
ثم استطرد مبتسما:- لا مومسات بعد اليوم و أتمنى أن تسامحيني عن كل ما صدر مني بشأن هذا الموضوع .
نظرت إلى وجهه بدهشة ثم ارتميت في أحضانه في حبور صادق
و أنا أكاد أبكي.********
|
|
???? زائر
| موضوع: رد: حبيب قلبي... الجزء الرابع الأحد مارس 29, 2009 9:30 pm | |
| |
|