حديثي عن الطغيان و بعض المصائب المرتبطة به.... مجرد سؤال ... هل تعتقدون أن من يحكموننا أفضل ممن سيأتون فيما بعد لمجرد أنهم شبعوا كما يقولون و ملوا من السمسرة و البيزنس... بالطبع لا... يقول رسول الله ( لو أن لابن أدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا و لا يملأ عين ابن أدم الا التراب و يتوب الله على من تاب) اي أن الطامع لا يشبع... ثم إننا نسمع كثيرا كلمة عايزين نربي العيال... يتربوا عشان يطلعوا ما يلاقوش شغل... أم يتربوا عشان يسكنوا في مجتمع ضائع مدمر ضاع معظم شبابه في هوة الادمان و الفقر و التخلفو الجهل....
يقول عبد الرحمن منيف في روايته الآن هنا... نحن الذين خلقنا الجلادين بصمتنا و سكوتنا و عندما استفحل الأمر لم نعد نقدر على فعل شيء... شعب مقهور يرزخ تحت نير الظلم و الاستعباد أسمى طموحاته الأكل و النوم و الشرب و الحكومة تلهيهم بلقمة العيش حتى لا يتدخلوا فيما يسمى سياسة... ساس يسوس سوسا قطعان من الماشية بعصا غليظة و الماشية تسير دون كلام.... و اااا أسفاه... أسمع صياح الصغار الذين فقدوا أبوهم ... أسمع أنين الزوجات الذين ضاع أزواجهم خلف القضبان دون ذنب أو جريرة لمجرد أنهم أرادوا أن يكونوا رجالا... الشعب المسكين و دون أن يدري أصبح ... طريد و له مأوى... مباح و له حمى.... وحيد و له صحب... غريب و له أهل ... ....كما قال الشاعر (و عند بابي يصرخ الأشقياء....
اعصر لنا من مقلتيك الضياء...
فإننا مظلومون
عند باب المرقى يصرخ المخبرون
وعر هو المرقى الى الجلجلة
و الصخر يا سيزيف ما أثقله
سيزيف... ان الصخرة الآخرون
هل تذكرون ما قاله طاغور شاعر الهند الأشهر
) الإنسان أسوأ من الحيوان عندما يكون حيوانا
لتكن هذه آخر كلماتي
الجبن سكن جنباتنا .. و الخوف مزق افئدتنا ... عربدت عواصف الجبن في روحنا ... يا أمة ضحكت من أقدارها الأمم