يا الله عليك يا مصرنا الحبيبة... سماءك الزرقاء ظللتها أجنحة الشر.. الحال في بلادنا لا يسر عدوا و لا حبيبا للأسف الشديد.. يا للخيبة.... تعويم الجنيه .... ارتفاع أسعار السلع الأساسية... انخفاض القيمة الشرائية... غياب السيولة.... أما عن الأخلاقيات فحدث و لا حرج .... يا ليت كل الشباب كشباب رسالة ...مجتمع تصل فيه نسبة الأمية الى الاربعين في المائة.
.. رسالة تتحرك بكل قواها ... هل يا ترى يأتي الخراب... تقولون أني متشائم... لا اعتقد هذا .... لابد من وقفة لهذا الشعب المسكين الذي يصطلي بنيران العذاب... انتشر الفقر... غابت العدالة ... سادت قيم المحسوبية و الوساطة و العمولة و السمسرة و البيزنس.... تحول الناس للمضاربات المالية التي لا تخدم المجتمع أساسا انما تقوم على جعل الاغنياء اكثر غنى و الفقراء اكثر فقرا... الهوة التي تفصل بين الطبقات تسمى في الاقتصاد ظاهرة الاستقطاب الطبقي... بمعنى آخر.. اتجاه الطبقة الوسطى تجاه الطبقة الفقيرة تآكلا و تلاشيا حتى يصبح في المجتمع طبقتين فقط مثل المكسيك تماما التي يجوع معظم اهلها و كبارها ساهرين في قصورهم في مكسيكوسيتي... الطبقة اللازمة لتوازن أي مجتمع هي الطبقة الوسطى و إن تلاشت فقل على الدنيا السلام....
عن القيم الرأسمالية الاستهلاكية العفنة لا تسلني... قيم الوجبات السريعة و الخروجات و الفسح و صرف المال في غير محله.. صحيح أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده لكن ليس بهذا الشكل و الا...؟؟؟؟ بماذا تفسر صرف آلاف الجنيهات في المطاعم و بيوتنا مليئة بالطعام.. صرف المال في غير محله يسمى في شريعتنا تبذيرا... الم يكن اولى بهذا المال أن نتبرع به للفقراء و المحتاجين.. جناية المال العام مستباحة من علية القوم و سرقة عشرة جنيهات من شخص فيها علقة موت ... لا أدافع عن الفقراء الذين يسرقون انما اتحدث عن الكيل بمكيالين... علية القوم نسرق و تغادر مصر دون أي عراقيل..كلأ مستباح... أما الفقراء فلا سبيل لهم الا تحمل شظف العيش... سلبية ما بعدها سلبية...
كما تكونوا يولى عليكم... حديث شريف... و الحكام افراز طبيعي للشعوب الفاسدة.. انتخاباتنا تزور رغما عنا ... الحكومة تسلم القطاع الخاص لكبار رجال الاعمال دون وجود أي ضمانات لحماية العمال و الموظفين بخلاف الدول الغربية الديموقراطية التي تقيم قيودا ملجمة لرجال الاعمال تحسبا لغيهم و جبروتهم... هذا ما جنيناه من الاتجاه نحو الخصخصة... مررت على جامعة القاهرة منذ اسبوع ... كثير من الشباب اصبح لا يهتم الا بقصص الحب... حب في الكلية... حب في المدرجات... غياب الاهداف.. عندما حدثت بعض شباب الجامعات عن رسالة تباينت ردود الأفعال.. قسم قال أنه يتمنى أن ينضم لكن المذاكرة تشغله... قسم قال أن للمنضمين مآرب أخرى فسألتهم ما هي المآرب الأخرى فوجموا ... ثم أخذتهم العزة بالاثم و شرعوا يسبون الجمعية... أنا لا ادافع عن رسالة انما عن فكرة عمل الخير بوجه عام لأن انتهاء رسالة ليس نهاية أي شخص... قلت لهم انضموا لأي جمعية قالوا مش فاضيين... و أنا الذي اشاهدهم على المقاهي ليل نهار.. عن تزاوج السلطة برأس المال لا سبيل الا أن أقول كلمة واحدة.. تزاوج السلطة بالثروة هو جوهر الفساد السياسي تطبيقا لمبدأ من أين لك هذا... هذه العبارة ليست لي انما للدكتور مصطفى الفقي احد رموز الحزب الوطني.. الديموقراطية ثم الديموقراطية ثم الديموقراطية... و الله لو طبقناها لسارت مصر في عداد الدول المتقدمة... لكن ان استمر الحال على ما هو عليه فلا مستقبل يرجى من قولة ( عايزين نربي العيال) عيال ايه اللي تربوهم... البيئة الخارجية المحيطة ان استمرت هكذا فالويل و الثبور لنا جميعا ... لست متشائما لكنه الحال و المقام... زرت بلادا كثيرة في مصر و شاهدت العجب أنا الذي اقتربت من الثلاثين... ان شاهدتم كيف يصطف الشباب على السينمات في القاهرة لبكيتم من شدة الغيظ... مصر في العام السابق وفقا لأرقام رسمية تجارة المخرات فيها ثلاثة مليار جنيه طبقا لاحصاء وزارة الداخلية... المعتقلات مليئة بما يقارب من خمس و عشرين ألف فقط بسبب آرائهم السياسية المعارض.. أيمن نور قدم قربانا لنيل رضا السيد الأمريكي... لكن أيمن نور ليبرالي تحرري و معظم من بالمعتقلات اسلاميون و لا ناصر لهم الا الله عز و جل...
الرشاوي في القطاع العام تجاوزت الوصف أتذكر منذ خمس سنين طلب مني لواء جيش مدير مصنع حكومي رشوة علنية عشان يكوش و يوزع على الموظفين ... لا حول و لا قوة الا بالله... مصنع آخر دخلته طلبوا مني توزيع الرشاوي بالأسماء.. فساد ما بعد فساد... المستقبل لا يبشر من وجهة نظري لكن الأمل في الله كبير ...
صلوا قيام الليل و واظبوا عليه داعين الله أن يخلصنا من ابتلينا بهم فهذا ما نملك... اللهم بلغت اللهم فاشهد...