اكمل معكم اخوتي و اخواتي حديثي عن مصارع الظالمين... ذلك الحديث الذي أرتجله و أعتصره من ثنايا مخي.. نبدأ الآن... عصر الدولة الاموية الاول فيما يعرف بدولة بني مروان... ( الخليفة الرابع للدولة الاموية كان مروان بن الحكم و جميع الخلفاء الامويين بعده من نسله باستثناء عمر بن عبد العزيز فقد كان ابن اخيه) القصة التي نحن بصددها كان بطلها شخص كلكم يعرفه .. اعذروني لاستخدامي هذا الاصطلاح .. كلب بني امية .. عرفتوه .. الحجاج بن يوسف الثقفي ... اليد اليمنى لعبد الملك بن مروان الخليفة الاموي الخامس ... هذا الرجل قتل ما يقرب من مائة الف شخص .. و مات في سجونه الآلاف .. كلفه عبد الملك بن مروان بالقضاء على عبد الله بن الزبير في مكة .. أوتعلمون ماذا فعل عندما تحصن عبد الله بن الزبير بمكة.. ضرب الكعبة بالمنجنيق.. بيت الله الحرام.. البلد الحرام استحلها الفاسق .. و بعد حصار دام قتل عبد الله بن الزبير ثم قطع رأسه و أرسلها لعبد الملك بن مروان في الشام ثم صلب جسده امام الكعبة حتى فاحت رائحته .. ظلم ما بعده ظلم ... كلفه بعد فترة طويلة من مقتل ابن الزبير عبد الملك بن مروان بأن يقتل سعيد بن جبير و بعد مطاردات طويلة امسك به .. ذلك العالم الرباني المجاهد الذي قال كلمة الحق في وجه امام جائر.. يا ليتنا نتعظ ..( أتذكر حديثا لمارجريت تاتشر المرأة الحديدية رئيسة وزراء بريطانيا تقول فيها .. ما أغرب الشعب المصري .. يعرف أنه يسرق .. و صامت لا يفعل شيئا ) نسأل الله أن يجعلنا نقول كلمة الحق في وجه الطغاة.. نكمل ... قال الحجاج لسعيد عندما أمسك به .. ماذا تقول في عبد الملك بن مروان .. قال سعيد بسرعة و دون تفكير ... ظاااااالم ... ظاااااالم... و أنت أحد خطاياه .. ضرب الحجاج رأسه بالسيف فقال سعيد قبل أن يضربه .. اللهم لا تسلطه على أحد بعدي .. بعدها بفترة مات الحجاج .. كيف مات .. بطريقتين .. انتقام عادل و العين بالعين و السن بالسن و البادىء اظلم .. الاولى كابوس سلط عليه كلما نام يحلم فيه بأن سعيد بن جبير يعدو خلفه بسيف .. ظل هذا الكابوس يطارده حتى أوشك أن يصاب بالجنون ... الثانية.. نبت في بطنه دود .. لا أحد يعرف كيف نبت .. دود ضخم .. فتحوا بطنه فوجدوها ممتلئة بالدود.. قال الطبري أنهم كانوا ينزعون الدود من بطنه بالخطاطيف .. ظل حاله هكذا و لم يقتل الا رجلا واحدا بعد سعيد ثم غادر دنيانا و الفصل بينه و بين نن قتلهم يوم الحساب...
ننتقل الآن الى اليابان ... عام 1880 تقريبا .. كان يحكم اليابان قوم يسمون بالشاوجن فرضوا العزلة على اليابان عما حولها ... كان الحاكم وقتها يسمى لياسو ساما ( ساما تعني المحترم باليابانية) كان ظالما جبارا.. قامت ثورة في اليابان تسمى بثورة الميجي ... كانت العاصمة كيوتو .. دخلها الثوار و واجهوا حراس الحاكم الياباني ... مذبحة كبرى تمت ... قتل الجميع .. أصيب الثوار بالجنون حتى لقد قال كثير من المؤرخين أن كيوتو أحرقت تماما ... قتلوا كل من قابلهم.. قتل لياسو ساما.. المدينة تحولت الى خرائب تتصاعد منها النيران.. ثم حكم الميجي اليابان بأسلوب ديموقراطي ( عقبال مصر) و اصبح الامبراطور لا يتدخل في عمل البرلمان الذي انفتح على الثقافات الاخرى لتندلع في اليابان ثورة صناعية تجارية شاملة وصلت بها الى ما هي عليه اليوم .. ثم نقل الميجي ( الثوار) العاصمة الى طوكيو ...
ايطاليا اثناء الحرب العالمية الثانية .. الدوتشي بينيتو موسوليني رئيس وزراء ايطاليا اثناء اندحار قوات المحور و بداية النهاية للمحور .. كان موسوليني يزور حانة و كان البلاد في حالة غليان من سياساته التي أوردتهم موارد الهلاك .. رآه بعض الثوار في الحانة مع امرأة.. جن جنونهم .. أوثقوه في سيارة هو و المرأة ثم سحلوهما في الشارع سحلا .. و بعد السحل .. علقهوما بالحبال في نصب خشبي ثم اطلقوا عليهما النار.. صديقه و زميل كفاحه زعيم الحزب النازي و مؤسس الرايخ الثالث ادولف هتلر لم يتحمل هزيمة روسيا ثم عملية الانزال التي قامت بها امريكا على شواطىء مدينة نورماندي الفرنسية .. ذلك الانزال الذي حرر فرنسا .. لف نفسه مع زوجته ببطانية ( وما ذنب زوجته ) و أحرق نفسه مع زوجته ..
نعود لفترة الدولة الاموية بعد مقتل الامام الحسين .. ظهر رجل متشيع لأهل البيت يدعى المختار بن عبيد الثقفي يريد الانتقام لمقتل الحسين ... جمع جيشا عرمرما .. يقول ابن الأثير أن كل من خرج في الجيش الذي قتل الامام الحسين قتلوا .. جميعهم.. لم يترك المختار شخصا واحدا.. و في تاريخ الطبري قول يقول... ( و كانت تخبر الزوجات عن أزواجهن و الموالي عن أسيادهن ) بمعنى أن كل شخص خرج جلب لنفسه الغضب الأسود من أهله ... أخبر الجيش بالاربعة آلاف الذين قتلوا الحسين فقتلوهم جميعا.. الرجل الذي اجتز رأس الامام الحسين ( خولي بن يزيد الأصبحي) دخلوا عليه و كان أن اعد لنفسه سردابا تحت الارض .. سألوا زوجته عنه فأخبرتهم بأنه غادر و يدها تشير لمكان السرداب .. دخلوا عليه .. أوثقوه .. قطعوا رأسه ثم أحرقوا جثته مع الرأس و غادروا ... ذهبوا لعمر بن سعد ( للأسف ابن سعد بن ابي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة) و كان هذا الرجل من قواد جيش كربلاء .. دخلوا عليه يحملون رأس ابنه .. قالوا رأس من هذا .. نظر للرأس باكيا ثم قال:- رأس ابني و لا خير في العيش بعده .. قالوا صدقت .. ثم ضربوا عنقه و الحقوه بابنه... لم ينج شخص .. و ما ذلك على الله بعسير.. ...
ننتقل الآن لمصرنا الحبيبة في عهد عبد الناصر و ما أدراك ما عبد الناصر الذي فتح المعتقلات للجميع و عاث تقتيلا و تشريدا في جميع التيارات السياسية.. كان هناك أحد السجانين يدعى حمزة البسيوني .. كان يعذب شخصا من الإخوان فصرخ قائلا يا الله .. قال الوغد :- لو نزل الله من عليائه لوضعته في الزنزانة التي بجانبك .. يا حسرة على العباد... بعد ايام كان هذا الرجل يقود سيارته على طريق الاسكندرية فصدمته سيارة تحمل أسياخا للحديد .. مزقت جثته حتى عندما جاؤوا ليستخرجوا الجثة اضطروا الى تمزيقها من الأسياخ العالقة بها... قال الله ( أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون @ فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين) ...
اما عن جمال عبد الناصر فقد قتل سيد قطب صاحب الظلال ذلك التفسير الخالد..في ظلال القرآن .. عندما علمت السعودية بنيته في اعدامه ارسلت نصف مليون ريال تفتديه لارساله هناك للتدريس في جامعة المدينة.. قال عبد الناصر لمبعوث السعودية أنه قد أعدمه- و كان لم يعدمه بعد- و عندما حان الفجر دخل الجلادون لاعدامه فقال الرجل المريض الذي كان يعيش بمتاعب صحية في القلب و الرئتين.. اللهم اجعل دمي لعنة في عنق جمال عبد الناصر يوم القيامة.. دعاء مظلوم و الله لا شك سينفذه.. أولم يقل الله عز و جل في سورة النساء( و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤوه جهنم و غضب الله عليه و لعنه و أعد له جهنم و ساءت مصيرا) بعد اغتياله بأيام كانت نكسة 1967 - لم تكن نكسة بل كانت هزيمة ساحقة ماحقة- الطائرات المصرية دكت على المطارات.. الجيش المصري أبيد في صحراء سيناء تحت نيران الطائرات الصهيونية.. يقول الشيخ كشك في شريطه الخالد اعدام سيد قطب .. أقسمت أن الله سينتقم ... و قد كان.. رحل عبد الناصر غير مأسوف عليه و جاء السادات ... ارتبط عصره بفساد مالي كبير و ظهور مايسمى بالحيتان ...الآلاف أصبحوا اثرياء.. انتشرت المخدرات و عن الباطنية ايامها حدث و لا حرج .. ارتبط بعلاقة مع رجل الاعمال عثمان احمد عثمان صاحب المقاولون العرب و سهل له امورا كثيرة حتى أصبح الرجل دولة داخل دولة.. سادت ايامه نكتة أن مدرس تاريخ سأل طالبا من هو مؤسس الدولة العثمانية قال الطالب عثمان احمد عثمان .. ظهر الفساد بكل انواعه في مصر و بدا و كأن الدولة ستحترق لذلك عندما ارتفعت اسعار بعض السلع الأساسية وقتها قامت ضربت المظاهرات مصر كلها من الاسكندرية لأسوان و لم يستطع السادات ايقاف المظاهرات الا عندما تدخل الجيش( 18 و 19 يناير) .. لم يكتف بذلك .. سخر من الحجاب بإيعاز من جيهان زوجته التي تمقته مقتا.. سب الشيخ المحلاوي ذلك الرجل الذي كان عالما مخلصا من علماء الاسكندرية و قال أنه مرمي في السجن زي الكلب .. اعتقل مع المحلاوي الكثير ... تذبذبت التيارات السياسية وقتها و جنحت لأصولية دموية عنيفة تحت عباءة الدين و الدين منها براء .. تكفير كثير ساد في مصر وقتها .. ثم تآمر على السادات مجموعة من ضباط الجيش بقيادة عبود الزمر و خالد الاسلامبولي و قتلوه ... قول لم يستوثق منه أحد أن الذي كان يجلس بجانب السادات نزل تحت الكرسي فقال له خالد الاسلامبولي .. لا أريدك بل أريد الكلب الذي بجانبك ... كلب بكلب يا سادات .. عشت تعتقد الفخر و أخذتك العزة بالاثم ثم مت ذليلا بين من سميتهم ابناءك و هم يريدون مصرعك..
نترك مصر و ننتقل لتركيا قرابة وادي دراكون... ذلك الوادي الذي شهد مصرع ظلم مستفحل.. الحملة الصليبية الأولى بقيادة ولتر المفلس و بطرس الناسك .. دخلت الحملة التي كانت مكونة من جيش لا هم له الا القتل و السرقة تحت مسمى الدين( مرت تلك الحملة ببلغاريا و المجر و القسطنطينية و كلما مروا بمدينة احرقوها و دمروها .. كان جيشها مكون من اللصوص و الفلاحين و بائعات الهوى .. اضطر الامبراطور الروماني مكسيموس لنقلهم بسرعة عبر مضيق البوسفور الى تركيا... انتظرهم السلاجقة حماة الاسلام في وقتها ( السلاجقة ينسبون لسلجوق بن تقاق بن الب ارسلان و كانت قبائل تعيش في وسط اسيا ثم أسلمت) .. أعد السلاجقة لهم كمينا و ألجؤوهم لوادي قرب مدينة دراكون ... يا لروعة الاسلام .. من استسلم أسر و أبى السلاجقة قتل النساء و الأطفال.. أما من حاولوا القتال من الصليبيين فسحقوا سحقا.. و لم يبق من هذه الحملة الا مجموعة من الجماجم شاهدة على قوة المسلمين و شدة بأسهم .. ثم أرسل السلاجقة الرجال و الأطفال الى المبراطور الروماني عبر المضايق و أبوا أخذهم أسراء .... ترفعوا عن ذلك.. انتهت بذلك الحملة الصليبية الاولى التي سميت بحملة الفقراء.. و أخذ الله الظالمين بظلمهم..
حسبي ما كتبت فقد أوجعني ظهري و عقلي و يكفي هذا و أنتظر ردودكم ... إذا كنتم تريدون جزءا ثالثا فأعلموني... الى اللقاء...