[size=21]روي أن النبي(صلى الله عليه وآله) سأل رجلاً قائلاً: (كيف أصبحت؟ فقال: بخير، فأعاد(صلى الله عليه وآله)، فأعاد الرجل الجواب، فأعاد(صلى الله عليه وآله) السؤال، فقال الرجل: بخير أحمد الله وأشكره، فقال(صلى الله عليه وآله)هذا الذي أردت منك).
فما معنى الشكر؟
الشكر فضيلة جميلة توجب كمال إنسانية الإنسان، وهو عرفان النعمة وإظهارها والثناء بها، وأن يعرف الإنسان أن النعم كلها من الله وأنه هو مسبب أسبابها.
هل من الصحيح أنه من اللازم أن نشكر الله على البلاء والبؤس كما نشكره على فضله ونعمه؟
نعم، فإن الله تعالى لا يفعل بعبده إلا خيراً، سواء أكان نعمة أم نقمة بحسب الظاهر، (قل كل من عند الله)، والنقمة في المؤمن أما تأديب أو تخفيف ذنب أو رفع درجة، فأي الثلاثة لا يستحق شكراً؟
كيف يمكن للعبد أن يكون شاكراً وما هي حدود الشكر؟
قال الإمام الصادق(عليه السلام) يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وإن كان فيما أنعم الله عليه في ماله حق أداه).
ومن الجدير بالإنسان أن يعود نفسه على حمد الله تعالى(الحمد لله)، بل يكون دائماً لذكر الله عز وجل في كل مناسبة نحو إن شاء الله) و(عافاك الله) و(أصلحك الله) وما أشبه.
وقد كان عادة المسلمين الإتيان بذكره سبحانه في جميع مجالات الحياة حتى جاءت المناهج الغربية فبدلوا كل شيء.
قال صلى الله عليه وسلم : " من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ، والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر " أخرجه الإمام أحمد وسنده حسن .
فضل الشكر
قال تعالى : " وسنجزي الشاكرين " ، وقال تعالى : " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم"، وقال : " وقليل من عبادي الشكور " ، ويمد بالمزيد مع الشكر : " لئن شكرتم لأزيدنكم " . ولما عرف إبليس قدر الشكر قال في الطعن على بني آدم : " ولا تجد أكثرهم شاكرين" .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى تفطرت قدماه ، فقالت له عائشة : "أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : : أفلا أكون عبداً شكوراً " .
وعن معاذ رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أحبك، فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" .
ونعم الله تعالى أكثر من أن تحصى " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " ، فلو نظر الإنسان حوله لبدت له آلاء الله ظاهرة بادية ، في الكون ، في السماء ، في الأرض ، في الأحياء من حولك، في نفسك ، فكل ذلك ينطق بنعم الله وفضله ، والنظر إلى نعم الله تعالى يقوي على الشكر، ومتى أحس العبد بنعم الله عليه ، لهج لسانه بشكر الله وحمده ، وجد ما عرفه الخلق كلهم من نعم الله تعالى بالإضافة إلى ما لم يعرفوه ، أقل من قطرة في بحر ، "وإن تعدوا نعمة الله لا تـحصـوها"
فالشكر هو الاعتراف بالجميل ، والثناء على المنعم لحسن صنيعه وجميل معروفه ، وهو مقابل المعروف بمثله ، قال تعالى:
(فاذكُروني أذكُركُم واشكُروا لي ولا تَكفُرون) .
وجاء عنه (عليه السلام):
(من قال أربع مرات إذا أصبح : الحمد لله رب العالمين ، فقد أدى شكر يومه ، ومن قالها اذا امسى ، فقد أدى شكر ليلته4)
(حق الله في العسر: الرضى والصبر ، وحقه في اليسر: الحمد والشكر) .
فالشاكر الذاكر لا يستعمل نعم الله التي أنعم بها عليه من مال وعلم وقوة وجاه وخيرات . . .الخ ، إلا بما يوافق إرادة الرب المنعم ، وصانع الجميل المتفضل ، بشكل يظهر معروفه وإحسانه ، ليكون الانسان بذلك قد أدى شكر المنعم ، وملا جانب الطرف الانساني بالعرفان والامتنان ، كما أرشدته قواعد التشريع ، وقيم الاخلاق
[/size]