السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى البدايه يا ريت نتناقش بصراحه وموضوعيه لان فعلا الظاهره دى تستحق الدراسه
هل انتشرت التنميه البشريه والبرمجه اللغويه العصبيه فى مصر بسبب حاجة الناس الدائمه لمن يقول لهم انكم تستطيعو فعل المستحيل وقهر الصعاب؟؟؟؟؟؟؟؟
هل دائما ضعاف الشخصيه و معدومى الطموح والاهداف فريسه سهله لجلب الاموال مقابل الدورات؟؟؟؟؟
هل التنميه البشريه علم ام مجرد كلام لبق معسول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا صار عدد مدربين التنميه البشريه اكتر من الليمون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ارجو قراءة هذا المقال بدوت اتخاذ مواقف مسبقه
1. في زمننا المادي المحموم صار من المطلوب الاستماع إلى صوت يؤكد لنا أننا قادرين على تخطي عقبات الحياة، وبأننا كفْ للتحدي الذي فرضته علينا عولمة القرن الحادي والعشرين، صار المرء منا متعطش لمن يخبره كيف يداوي جراح الإخفاق، وكيف يعلوا بمستوى الثقة بنفسه . أصبح بحاجة لمن يعلمه استراتيجيات لإدارة وقته، والتعامل مع الآخر وبناء العلاقات ، وغيرها من الأمور التي تساعده في مسيرة الحياة .
2. كلنا نستطيع أن نكون أفضل مما نحن عليه ! ، لم يصل أحدنا إلى قمة أدائه بعد، كلنا ـ وبلا استثناء ـ قادرين على أن نكون أفضل ( روحيا ـ ذاتيا ـ إجتماعيا ـ ماديا ـ معرفيا ـ وظيفيا )، ولعل هذا من دوافع الحياة التي لولاها لشعرنا بسأم الحياة وفراغها، وسل من وصل إلى هدف ظل يكابده أعواما، كيف شعر بفراغ داخلي، لم يملؤه إلا بتحديد هدف جديد . مما يجعل من أمر تعلم مهارات جديدة نوع من فتح آفاق أخرى للمرء منا .
3. مداواة جراح النفس مهم كمداواة جراح الجسد، والخوف من مواجهة أزماتنا النفسية بحجة أنها تُصنف ـ جهلا ـ على أنها مشكلات عقلية، وبأن المريض النفسي يُعامل كمجنون، جعلنا نحجم كثيرا من طرق أبواب علم النفس، إلى أن جاءات مدارس التنمية البشرية لتعيد الثقة في أهمية أن ينظر المرء إلى مشاكل بنظرة إيجابية، ويتحلى بالتفاءل والأمل كي يتغلب عليها، ولا يخشى من إتهامه بالتعقيد والجنون والشطط .
هذه الثلاثية السابقة توضع في خانة الحسنات بالنسبة لمدارس التنمية البشرية .
لكننا ـ بطبيعتنا ـ نحب أن نتعامل مع الأمور بشيء من العاطفة والحماسة المفرطة، وإذا ما أعجبنا شيء زدنا عليه من المبالغات حتى جعلناه أشبه بالأسطورة ! .
وهذا ما حدث مع التنمية البشرية، ومدربي التنمية البشرية .
ومن خلال مشاهداتي كمهتم بأمر العلاقات الإنسانية وأمور تطوير الشخصية، وجدت مجموعة من الملاحظات التي إن دلت فإنما تدل على جنوح عاطفتنا وعدم إتزانها ودعوني أفصح عن بعضها :
عيوب خاصة بالمتدرب :
1. إدمان حضور الدورات.
هناك نوع من الاستمتاع بجو التحفيز الذاتي، والاستماع إلى المدرب وهو يتحدث بنشاط وهمة، مؤكدا أنك قادر على فعلها .
وبدلا من أن نتعلم خطوات لنقوم بتطبيقها، ونستغل الوقت الذي قضيناه، والأموال التي أنفقناها في العمل، نبدأ في البحث عن دورات أخرى، وندوات جديدة، وأمسيات غيرها .
2. خروج التنمية البشرية من جوهرها :
أنا حضرت الدورة تلك كي أزيد من مهارتي، أو أصلح عيبا لدي، فأنا سواء كنت مهندس أو طبيب أو معلم أو موظف، حضرت دورة الثقة في النفس كي أتعلم مهارات تزيد من ثقتي بنفسي، لكن المُشاهد أننا نترك أعمالنا الحقيقية، ونبدأ في الاهتمام بالشيء الثانوي، وبدلا من أن أستخدم المهارات الجديدة في عملي، لأصبح مدرسا أفضل وطيبا متميزا، وموظفا مثاليا، أذهب لأحصل على المزيد من الدورات لأصبح مدربا أو محاضرا !
وانظروا تروا كيف أن مدربي التنمية البشرية والمتحدثين فيها، صاروا أكثر من المتدربين .
أما عن المشكلات المتعلقة بالمدربين والكُتاب :
1. الجنوح إلى تقديم صورة مثالية وعدم الغوص بحكمة في عمق واقعنا .
فنرى المدرب يخبر الجميع أننا جميعا قادرين على تحطيم المستحيل، وقهر الصعاب، والنجاح المبهر، ويذكر قصص ونوادر يؤكد بها ما يقول، دون أن يخبرني كيف ! .
وعندما يطرح حلولا لا يقترب من واقعنا، وتكون حلول مثالية، نسمعها أول الأمر فنقتنع بها، لكننا وعندما نبدأ في التطبيق، نُصاب بالاحباط والخيبة .
2. الجنوح للمدرسة الغربية أو لصق أحاديث وآيات ليست في الموضع .
للغرب رؤيته ونظرياته واطروحاته، والاستفادة من المدرسة الغربية ليس عيبا، لكن الخلل ألا ننتبه أن هناك حلولا لا تناسبنا، وأفكارا قد تصطدم مع رؤيتنا وأفكارنا، كثير من المدربين والمؤلفين، لا ينتبه وهو يجمع ويغشى الانبهار عينيه، فلا ينتقي ما يصلح، ويسيء من حيث أراد الفائدة .
وفي المقابل هناك بعض الغيورين على دينهم، المحبين لثقافتهم الاسلامية، يهلل عندما يجد ما يتوافق مع فكرة أو أطروحة إسلامية، ويأخذها ويطير بها فرحا ليؤكد لنفسه وقراءة أن الاسلام هو أصل كل العلوم، وهناك كُثر يجنحون إلى لي أعناق الحقائق، فيضعوا أحاديث شريفة، وآيات كريمة في مواقع ليست مناسبة لها، وهذا أيضا يضر من حيث أردنا الإفادة، والاعتدال والانضباط، والتعامل بأفق رحيب متسع هو أفضل السبل .
3. العناوين والألقاب المبهرة ( المركز الأمريكي أو الأوربي أو الكندي ) ( المدرب العالمي) ( رائد التنمية البشرية) ( مؤسس علم ) ( صاحب نظرية) .
وهذا أمر لا يحتاج مني إلى كثير تفصيل، فالناظر يرى دون جهد يذكر أن معظم المدربين ـ لا كلهم ـ يلجأون إلى صنع ألقاب رنانة ما أنزل الله بها من سلطان، بل هناك من يكذب ويدلس، فهو طبيب بشري، فيكتب دكتور متخصص في العبقرية، وآخر يكتب المدرب العالمي وهو الذي لم يصل إلى أطراف بلدته، مع العلم أن الاحتماء بالعلم والموهبة، والجهد والتعب هو أفضل تعريف يمكن أن يعرف المرء منا نفسه .
4. الأسعار المبالغ فيها .
العلم أغلى من أن يقاس بالمال، لكنه أيضا يأبى أن نتاجر به، ولا يُرضي أحد أن يستغل بعض المدربين حاجة الشباب إلى تنمية مهاراتهم إلى فرض رسوم باهظة ـ وبالدولار ـ بحجة أنه الأفضل و الرائد في هذا المجال، أوبأنه أول من تكلم في هذا العلم في الوطن العربي، أعترف أن المدرب قد تعلم وسهر واشتر الكتب وتتلمذ على يد الكبار وأنفق في سبيل ذلك من الجهد والمال الكثير، ومع ذلك، فعقلي المتواضع يأبى قبول أن يكون ذلك ذريعة لجني الأموال، وتحديد سعر التذكرة في بعض الدورات بـ 8000 جنية مصري للفرد !! .
5. الاستخفاف بالعقل.
في دقيقتين سأجعلك تتوقف عن التدخين!.
بواسطة تسخير العقل الباطن ـ قديما الجن السفلي ـ سأجعلك تتمتع بالثروة وتحقق أحلامك وسيتوقف ابنك الصغير عن التبول اللاإرادي !، بواسطة اكتشافي السحري سأغوص بداخلك وأوقظ ماردك النائم !.
وليت هذا المدرب، يستخدم تقنياته لحل مشاكله هو الشخصية، ونراه أنجح وأثرى وأسعد الناس.
الشاهد، أن هناك من المدربين، من يستخف بعقولنا كثيرا، ويحاول ـ كالمشعوذين تماما ـ إستغلال اضطرابنا، وانبهارنا، وحاجتنا من أجل تحقيق مكاسب عدة .
ملاحظة : ما ذكرته آنفا هو وجهة نظر شخصية، وأعده نقدا ذاتيا إلى أحد المجالات الهامة المؤثرة، ولقد كنت واحدا ممن وقع في بعض هذه الأخطاء، لذا أحببت أن أضع ملاحظاتي المتواضعة تلك بين يديكم، طامحا أن نتسلح جميعا بالوعي، والاتزان، ونضبط مشاعرنا برباط من العقل والبصيرة .
كما أؤكد أن الساحة الآن مليئة بمواهب رائعة، يثرون الحياة بأفكارهم واطروحاتهم، ونقدي ليس انتقاصا لأحد، بل هو دعوة للتقويم والاعتدال وتصحيح المسار .