[size=16]ثانياً : أعياد الكفار كثيرة وغريبة ومبتدعة :
نعم هكذا إذا تأملنا فيما عند الأمم الأخرى من الأعياد نجد إن عندهم من الأعياد الشيء الكثير ، فلكل مناسبة قومية عيد .. ولكل فصل من فصول العام عيد .. للأم عيد .. للعمال عيد .. للزراعات عيد .. للزهور عيد .. وهكذا ، حتى يوشك ألا يكون شهر إلا وفيه عيد خاص ، وأدخلوا فيها من الإعتقادات والأعمال المنكرة الشيء الكثير ، وكل هذا من ابتداعاتهم ووضعهم وصنع أنفسهم قال الله تعالى { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} (27) سورة الحديد
ولهذا فإن مواعيد هذه الأعياد تغيرت على مر السنين بحسب الأهواء السياسة والإجتماعية وغير ذلك.
ويقترن بهذه الأعياد من الطقوس والعادات وأنواع اللهو ما يطول سرده وهذا تذكرهُ عنهم الكتب المتخصصة بالتفصيل .
ومن غرائب الأعياد في العالم أعياد الوثنين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى التي تنسب إلى آلهتهم وأحبارهم ورهبانهم المزعومة كعيد القديس : براث لميوا، وعيد القديس : ميكائيل ، وعيد القديس : آندروس ، وعيد القديس : فالنتاين وهكذا .
وهذه الأعياد يصاحبها مظاهر عديدة كتزيين البيوت ، وإيقاد الشموع ، والذهاب للكنيسة ، وصناعة الحلوة الخاصة ، والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة وصناعة الأكاليل المضائة إلى غير ذلك من منكرات الأفعال .
ومن عادة الأمم الأخرى من غير المسلمين أيضاً :
أنهم يقيمون عيداً سنوياً لكل شخص يتوافق مع يوم مولده ويسمونه عيد " الميلاد " ويدعون الأصدقاء ، ويصنع الطعام الخاص وتضاء شموع بعدد سني الشخص المحتفل به إلى آخر من هنالك ، وهذا قلدهم فيه عدد من المسلمين و للأسف الشديد .
ولهذا ينبغي أن يعلم أن جميع ما لدى الأمم الأخرى من تلك الأعياد بدعة وضلالة فوق ما عندهم من الكفر بالله تعالى قال تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران
وإلى أهمية هذه المسألة وضرورة العناية بها ، اعني ما تسرب للمسلمين من أعياد الكفار ومناسباتهم التي ينسبونها إلى دينهم فقد كانت عناية الشرع بهذا الأمر بليغة ومؤكدة ، فإن الله وصف عبادة المؤمنين بمجانبة الكفار في أعيادهم وذلك قوله تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} (72) سورة الفرقان
ذكر غير واحد من السلف منهم ابن سيرين ومجاهد والربيع بن انس وعكرمة أن المقصود بالزور أعياد المشركين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهكذا سمى الله تعالى أعياد الكفار بالزور , ونهى عباد الرحمن عن حضورها وشهودها , فإذا كان حضور أعيادهم ومشاهدتها لا تنبغي فكيف بمشاركتهم فيها والموافقة عليها. اهـ
وقد روى البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه قال " من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم مهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة ".
والله قد شرع لعباده المؤمنين من الأعياد ما يستغنون به عن تقليد غيرهم كما تقدم وقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس – رضي الله عنه – قال : قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة ولهم يومان يلعبون بهما فقال : قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهمت يوم الفطر والأضحى " .
يقول الحافظ ابن حجر ، أستنبط من هذا الحديث كره الفرح في أعياد المشركين والتشابه بهم .
ثم أيها الأخوة والأخوات نتكلم عن هذا المحور وهو " عيد الحب " .
ثالثاً : عيد الحب " فالنتاين " قصته وحقيقته :
وهذا العيد الذي يسمى عيد " الحب " كما يسميه بعض المسلمين والكفار و اسمه الأصلي " عيد القديس فالنتاين " وحدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي لعقيدة محددة ذكرت في تاريخ أعيادهم وأشير إليها بعد قليل بإذن الله تعالى :
ونحن ما كان لنا أن نتوقف ونتكلم عن هذا العيد لولا أن عدد من المسلمين والمسلمات خاصة من الشباب والفتيات قد تأثروا به .
فوجب أن يعرفوا حقيقة هذا العيد وأن يدرك أن هذا العيد الذي يسمى عيد الحب عيد ديني له ارتباط وثيق بعقيدة النصارى وبوثنية الرومان والنصارى متخبطون في نسبته وفي بدايته هل هو من إرثهم أم أنه من إرث الرومان الذين كان لهم من الاله ما يشتهون فالرومان قد جعلوا بزعمهم للحب إله ... وللنور إله ... وللظلام إله ... وللنبات إله ... و للمطر إله ... وللبحار إله ... وللنهار إله .... وهكذا .
أما النصارى : فإنهم يروون في سبب ابتداعهم لهذا العيد " عيد الحب " الذي جعلوه محدداً بيوم الرابع عشر من فبراير من كل عام يروون عدداً من الأساطير وقد ذكرت هذه عنهم عدداً من المراجع الأجنبية مثل : دائرة المعارف الكاثوليكية أو دائرة المعارف معارف كولمبيا وأيضاً ذكره أحد المؤلفين في كتابه الأعياد الأمريكية : لجورج وقصة " فالنتاين " لمؤلفه : بارت وقصص الأعياد العالمية لهنفري، وقد ذكرت هذه المراجع وترجمة عنها كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى في الكتاب الذي أصدرته حول حقيقة عيد الحب .
[/size]