فارس الظلام عضو ذهبى
عدد الرسائل : 370 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 02/02/2010
| موضوع: رجل من اهل الجنة الإثنين مارس 29, 2010 8:03 pm | |
| صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه جلس مع الصحابة في المسجد،
فقال: {يدخل عليكم من هذا الباب رجلٌ من أهل الجنة }
فدخل رجل متوضئ تتقاطر من لحيته آثار الوضوء، حذاؤه في يسراه، فصلى ركعتين وجلس..
وفي اليوم الثاني... قال عليه الصلاة والسلام ذلك..
وفي اليوم الثالث كذلك...
فذهب ابن عمرو وراء هذا الرجل، وبات معه ليلتين، وقيل: ثلاثاً.
فرآه عادياً في صلاته، ليس هناك ما يلفت النظر، لا يتميز عن الناس في صيامه، وفي أذكاره..
فقال: {يا فلان! والله ما بي إلا أن سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرنا ثلاث مرات أنك من أهل الجنة فماذا تفعل؟ رأيت صلاتك ليست بكثيرة -أي من النوافل- وكذلك صيامك، وذكرك،
قال: أما وقد سألتني فوالله الذي لا إله إلا هو، ما أنام ليلةً من الليالي وفي قلبي غلٌ أو غشٌ أو ضغينةٌ أو حقدٌ أو حسدٌ لأحدٍ من المسلمين،
قال: فبذلك غلبتنا .. أو كما قال.
فهذه الصفات هي التي بلغت به هذا المقام ....
وهي انه ليس في قلبه غش ..اي غل ولا حقد على احد من المسلمين ..
فإن الله سبحانه ينظر إلى قلوب العباد لا الى صورهم..
فإذا كان المرء نقياً من الغش والضغينة، وبريئاً من
العوج والغل، أقبل عليه برحمته...
وضاعف نصيبه من بركته... وكان إليه بكل خير أسرع..
أما إذا كان محصوراً في مطامعه... ضائقاً بخير الله عند خلقه...
فهيهات أن يصح له عمل، أو ينجح له أمل ولو صام وصلى...
فتاملوا كيف ان سلامة الصدر، وخلوه من الحسد..
بلغ بصاحبه تلك المنزلة الرفيعة...
فقليل من الأعمال الخالصة يجعلها الله سبباً لنيل صاحبها الخير والفضل الكثير
(ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء)،
هذا الفضل العظيم لمن وفقه الله فسلم صدره.. وصح إيمانه..
ورضي بما قسم الله له.. ولم يحسد أخاه على خير ساقه الله إليه
لا يحاول التنقص منه...
ولا الحط من قدره.. ولا تشويه سمعته...
ولا إلحاق الأذى به بأقواله وأعماله...
بل هو متقٍ لله.. راضٍ بقسم الله..
عالم أن الله أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين.
فلنتجاوز عمّن ظلمنا لعلّ الله يـرحمنا ويتجاوز عن ظلمنا لأنفسنا...
قـال تعالى : { و َلْيَعْفُوا و َلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
أتحب أن يعفو الله عنك ؟!
أتحب أن يعزك الله ؟!
أتحب أن يتجاوز الله عنك ؟!
إنـه سبحانـه عفـوٌ يحب أهل العـفـو..
الا تحب ما يحب الله ..
فـإن عـفـوت عن الناس أحبك الله سبحانـه ..
كما قال سبحانه :
{ وَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ و َالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
( آل عمران : 134 )
فهذه دعـوة صـريحة للعفوا و الصفح عن الآخــريـن
و اعفو و اصفح عمن ظلمك
كن أنت الأفضل
و تخلق بأخلاق أهل الجنه | |
|