عندما يجد الانسان الحب الذى كان يحلم به طوال حياته ويتمناه وينتظره طوال عمره ويأتيه بعد معاناة يستيقظ فى أحد الأيام على زلزال الفراق ويأتى اليوم الذى يخافه الجميع ((يوم الوداع)) انه اليوم الذى سيأتى لا محالة فيدمر الاحلام الجميلة التى كبرت بداخلنا والامال الرائعة التى بنيناها معا ولا حل سوى ان نتقبل هذا الفراق اللعين الذى يسلب منا ارواحنا يكسر بداخلنا كل شىء رائع وماأصعبها من معاناة وماأبشعه من فراق عندما يكون بلا وداااااع فنتذكر الذكريات الرائعة فتسيل دموعنا البريئة مشيعة جثمان ذلك الحب الطاهر مودعة ماكان معه من امال واحلام وامانى ثم نشعر بان كل شىء حولنا قد فقد لونه فاصبحنا نرى كل الاشياء بلون واحد ((الاسود))وكل شىء قد فقد طعمه فأصبحنا وامسينا نرى كل الاشياء مرة لا مذاق لها ونشعر ان الحياة قد اظلمت من حولنا وانها توقفت بنا ونتمنى لو اننا لم نأت الدنيا ولم نعرف احدا فيها وقتها نشعر بالوحده القاتلة رغم وجودنا فى مجتمع ملىء بالناس كاننا فقدنا كل الناس عندما فقدنا من احببنا وقتها تمتد لنا الكثير من الايادى الحنونة لتجفف لنا دموعنا لكن بلا فائدة او جدوى لان من كان ينسينا همومنا واحزاننا ويجفف دموعنا قد رحل وتركنا وحدنا لللآلام والاحزان والتعاسة فمن بعده يجفف دموع معاناة ابتعاده عنا من بعده يعطينا الامل فى الحياة لذلك يلجأ البعض بدون تردد ان يحكم على نفسه بالموت اما المؤقت اوالدائم فيمكن ان يعيش بين الناس يأكل ويشرب ويتنفس ويضحك ولكنه فى الحقيقة قد مات من داخله وقتها يمكن ان يشتم عفن جثته الحية اقرب من اليه ويحاول ان يبعثه للحياة مرة اخرى ولكن ما الفائدة فلقد مات ومنهم من تموت مظاهر الحياة فى عينيه فلا يأكل او يشرب فيموت موتا بطىء ثم تنتهى به الحياة بان يرقد جثة هامدة لاحراك فيها ورغم توقف كل مظاهر الحياة فى اعيننا الا ان الدنيا مازلت تدور بنا مازلت تشرق الشمس ولكننا لانشعر بشعاعها الذهبى الذى كان يعطينا الامل والدفء كل صباح واصبحنا نشعر مع كل اشراقة شمس بالبرودة والظلام وعندما يحل علينا الظلام نستسلم بكل جوارحنا للاحزان واليأس اللذان يسيطران علينا سيطرة كاملة والذكريات التى حولتها الايام الى رماد قد خلفته لنا بعد ان احرقت قلوبنا بجمر الفراق وتمر الايام وتظل الذكريات تملأ قلوبنا والحزن يملأ اعيننا ويأتى احدهم ليذكرامامنا من كنا نحب وقتها نتذكر ماكان فنحاول ان نبتسم كى نخفى دموعنا الحزينة التى تبدأ فى الانهمار ثم نبدأ فى سؤال انفسنا لماذا ضاعت منا تلك الاحلام البريئة لماذا ذهب ذلك الحب الطاهر كل تلك الاسئلة تحاصرنا من جميع الجهات والاصعب من ذلك اننا لا نجد اجابة لها ولا ولن نجد من يجيبنا عليها فنبدأ فى البكاء وكأن احلامنا وامالنا قد تم الحكم عليها بان تلقى فى سجن الضياع للابد بلا عودة حتى لا تذوق قلوبنا طعم السعادة والفرح مرة اخرى فيعيش الفرد وكأنه بقايا انسان وقتها فقط نبكى وتعتصر قلوبنا حزنا ونتمنى ان يعود ماكان ولو للحظة واحدة فقط حقا ان الانسان لا يعرف قيمة مامعه الا اذا ذهب منه فعلا والمرء لا يدرك مقدار حبه الكبير لشخص عزيز الا عندما يفقده وللأبدددددد
ولكننا خلقنا لنحب ونبنى الامال والوعود مع من نحب ثم نقف من بعيد لنشاهد كل مابنيناه ينهار امام اعيننا ونحن مكتوفى الايدى لانستطيع فعل اى شىء سوى المشاهدة والبكاء على مارحل وما سيرحل بعد ذلك نبدأ فى الذهاب الى اى مكان جمعت بيننا فيه ذكريات رائعة لنبدأ بتذكر ماكان وجمع حطام ما هدمته الايام ونتحسر على ماذهب ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل فى تلك الايام التى بخلت بان تعطينا بعض اللحظات السعيدة فلولا الايام لكان الحب والسعادة والامل يحيطون بنا من كل جانب فسحقا لتلك الايام اللعينة التى تفرقنا وتبعدنا يوما بعد يوم عن من احببنا ثم نبدأ فى سؤال انفسنا هل ستعيد الايام ماسلبته واخذته منا مرة اخرى...........؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! ونسأل.......ونسأل.....ولاحياة لمن تنادى فعندما تسأل هذا السؤال ترى كل الناس قد اصابهم الصم والبكم فلا احد يجيب ولا احد يرد وكأنهم يجهلون تلك اللغة الغريبة التى تتحدث بها ولكن تراهم ينظرون لك نظرات غريبة لها الكثير من المعانى فلا تستطيع فهم مايدور فى اذهانهم فتصمت صمتا رهيباااااااا وتحاول ان تبتعد عن الناس والمجتمع لتعيش فى غربة ووحدة يمكن مع مرور الايام ان تصبح ابدية وتبدأ وتحاول ان تتناسى من تحب لانه الحل الوحيد امامك ولفقدانك اى امل فى عودته لك ولكن تجد نفسك محاصر بالذكريات وصورته التى لا تفارق خيالك ونبرات صوته الحزين وبريق عينيه الذى يجعلك تتألم وتتذكر كلماته الاخيرة لك ووعده ونظرته وهو يبكى ويتألم وقتها تشعر بالحزن الشديد على ماضاع ولكن كما يقولون ((ماباليد حيلة)) فترى نفسك تجلس وحدك تبكى وتبكى ولا احد يراك او يسمعك وتتمنى لو ان ماذهب يعود لك مرة اخرى ولكن...........
((ليس كل مايتمناه المرء يدركه))