كان هناك ثلاث مجرمين هربوا من السجن ليقضوا ليلة العيد خارج السجن ويرجعوا السجن ثانية
هؤلاء الثلاث مجرمين كان كل همهم انهم يستمتعوا بليلة العيد غير مبالين بما سيحدث لهم اذا اكتشف احدهم هروبهم من السجن
فهم
كانوا يبحثوا عن السعاده والحريه ولو لليله واحده فقط وكانوا يريدون ان
يقضوا ليلة العيد مثل اى احد من الناس فرحين ومستمتعين ومنتظرين شروق
الشمس ليصبح اول ايام العيد ويهنئون بعضهم
وكان هناك اسره طيبه جدا كريمه مكونه من اب وام وبنت شابه
وشاءت الاقدار ان تقع الاسره الكريمه (الاب والام والبنت فى عمر الشباب)فى ان يقضوا الثلاث المجرمين ليلة العيد عند هذه الاسره
هذه الاسره الكريمه كل واحد فيها كان عنده مشكله
اول
مشكله كانت للاب وهو انه كان مدير لاشغال احد الرجال الاغنياء ولكن هذا
الراجل الغنى كان رجل متسلط وسادى ورجل بخيل وكان دائما مسبب للرجل الطيب
رب الاسره خوف وقلق فيتهمه بسرقه اشياء غير صحيحه وكان مسبب له دائما
التوتر والخوف والذل
والمشكله الثانيه ان البنت الشابه كانت تحب
ابن اخ هذا الرجل المتسلط ولكن من تسلط هذا الرجل كان ايضا فارض سيطرته
على ابن اخوه وكان مانعه من حب هذه الفتاه فبرغم ان الشاب يحبها الا انه
كانت شخصيته منعدمه دائما امام عمه
وعندما شاهد المجرمين فى
الليله التى اقضوها هذه الاوضاع قرروا ان يساعدوا هذه الاسره الطيبه لما
وجدوا فى افرادها من طيبه واصل واحترام
فشكلوا محكمه(وهذه لعبه
كانوا يلعبونها كلما وجدوا مشكله يريدون حلها ) وكل واحد اخذ دورفى اللعبه
احدهم اخذ دور القاضى واحدهم المتهم(الذى يتمثل فى الرجل المتسلط ) واحدهم
الدفاع وابتدوا يحاكموا الرجل بينهم وبين انفسهم كانهم فى محكمه باللظبط
ثم فى النهايه حكموا عليه بالاعدام
فقرروا قتله ليريحوا هذه
الاسره الطيبه من هذا الرجل لما وجدوا ان هذه الاسره لا تستحق اى اهانه من
هذا الرجل ولا تستحق الا التقدير والاحترام (ولكن تنفيذ الاعدام لم يكن
ضمن اللعبه ولكنه كان حقيقيا )
وبالفعل قتلوه فى غرفته بثعبان سام
كان معهم (كانوا يسمونه برعى وهذا كان منفذ الاحكام عندهم وكانوا يعتزون
بهذا الثعبان وكان ملازمهم دائما )
ثم بعد ذلك وجدوا ان حتى بعد
وفاة الرجل لمتسلط ان الشاب(ابن اخوه ) لم يلجا لاسعاد الفتاه (وخصوصا انه
تخلص من تسلط عمه )ولكن بعد ما وجدا انه سيورث عمه قرر ان يبعد عنها وحطم
قلبها وهى تالمت كثيرا فقرروا ايضا ان يقتلوا الشاب لما سببه من تالم
للفتاه وبالفعل قتلوه
هؤلاء المجرمين كل واحد فيهم كان محكوم
عليه باحكام تجعله فى السجن طوال عمره ولذلك كانوا لا يخشون اى شىء وكانوا
مؤمنين بان كل مشكله من ناحية اى انسان سىء ممكن ان تنحل نهائيا بقتله
القتل الذى من عهد ادم عليه السلام (قابيل وهابيل )
كان قانونهم قتل من لا يستحق العيش فى الحياه الكريمه
لانه
يترسخ فى ذهنهم انهم دخولهم السجن ربما كان لظروفهم السيئه فى الحياه
ولكنهم عندما خرجوا هذه الليله وجدوا ان هناك اناس كثيره غيرهم مجردين من
الانسانيه تستحق ان تكون فى مكانهم
ولكنهم عندما شاهدوا ايضا
العالم الخارجى احبوا وفضلوا حياة السجن عن الحياه الخارجيه وخصوصا انهم
اتاحو لنفسهم بنفسهم الحريه (فهم هربوا برغبتهم وسيرجعون ايضا الى السجن
برغبتهم )
هؤلاء المجرمين كانت بداخلهم انسانيه (ربما كانت فيهم من
ظروفهم التى واجهوها فى الحياه او السجن نفسه هو الذى علمهم هذه الانسانيه
)
ولكن كانت مشكلتهم تكمن فى ان قانونهم واحد وحكمهم واحد فى كل القضايا وهو القتل
ولكنهم فى هذه الليله وعندما قاموا بقتل الرجل المتسلط وابن اخوه وهم فى متخيلتهم انهم يساعدون هذه الاسره الكريمه
وان هذا الطريق لسعادة هذه الاسره (والغريب ان القتل حينها نابع من
انسانيتهم وليست من وحشتهم ) فهم كانوا يريدون ان يتخلصوا من شر لاسعاد
اسره كريمه طيبه
ولكنهم وجدوا فى النهايه ان حتى القتل وان حل
مشكله فهوفى النهايه يدل على الوحشه والهروب المؤقت من اى مشكله وان
الانسان عندما يقرر القتل يعتقد انه يدفن المشكله معه
ولكن دائما ما يندم بعد القتل ويجد انه كان لا يمتلك مشكله ولكنه اوجدها بالفعل بالقتل
وهذه طبيعة النفس البشريه وطبيعة الانسان المتسرع الجهول
ما سبق ذكره مسرحيه قديمه اسمها طبيخ الملايكه لثلاثى اضواء المسرح وقصتها مستوحاه من الادب العالمى
كوميديا حقيقيه فى منتهى الروعه و الرقى
وفن له فعلا رساله ويفتقد الى الاسفاف والاستظراف والهبوط والاباحيه الذين اصبحوا متنشرين الان فى الفن الحالى
فمن
ضمن رسائل هذه المسرحيه انها تقول ان الحياه مهما تقدمت واختلفت فالانسان
هو الانسان من عهد ادم لم يتغير فى تفكيره وان الانسان الذى يقتل مره يصبح
القتل عنده سهلا وحلا لاى مشكله
وان لابد النظر الى اى مشكله بتروى واتقان وعدم المحاوله من الهروب من اى مشكله بمشكله اخرى
وايضا
من ضمن رسائلها الجميله ان اى انسان مهما كان مجرما او قاسيا ففيه ولو ذره
من خير فاذا ظهرت ممكن ان تتغير قسوته نهائيا بذرة الخير هذه
ولكن لا بد من كل انسان ان يبحث عن ذرة الخير التى بداخله
ولو حد فيكم بقه فكر انه يقتل حد فلازم يعرف ان الجريمه لا تفيد