soma عضو ذهبى
عدد الرسائل : 606 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 20/10/2009
| موضوع: أين الحكمة؟؟ الخميس فبراير 18, 2010 7:33 pm | |
| فوجئت أن هناك من يتجاوزون الثلاثين وربما الأربعين وهم حيارى وغير قادرين على استيعاب أن علم الله سبحانه وتعالى بالمستقبل لا يعنى أن الإنسان ليس مخيرًا. فعلم الله غير محدود، ولا يجوز قياسه بعلمنا الذى يتوقف عند الماضى والحاضر ويستطيع أحيانًا قراءة المستقبل قياسًا على تجارب أو خبرات نكون قد اكتسبناها. فنحن جميعًا نعرف عن يقين مستقبل الحجر الذى نلقى به إلى أعلى!.. أليس كذلك؟ هل هناك من لا يعرف أن الحجر الذى ألقاه إلى السماء لا بُدَّ أن يسقط مرة أخرى على الأرض.. أو على رأسه إذا بلغت به البلاهة أن يظل واقفًا فى مكانه. ولنأخذ مثالاً لمخلوق لديه القدرة على الاختيار، ولتكن النملة التى يمكن متابعتها بالعين المجردة. التجربة:١- ضع النملة على سطح أملس. ٢- بلل إصبعك بالماء. ٣- ارسم بالماء شبه دائرة حول النملة (أى دائرة ناقصة). ٤- راقب النملة جيدًا تجدها تخرج من المساحة الجافة.النتيجة: درست النملة الموقف جيدًا، واختارت الخروج من المنطقة الجافة حتى لا تغرق فى الماء. ملحوظة: قد تفشل التجربة إذا كانت النملة عمياء أو مجنونة أو مصدومة عاطفيًّا وتحاول الانتحار، النملة إذن مُخيَّرة برغم علمنا المسبق بما تفعله. ونحن كذلك مُخيَّرون فى كل ما نفعله ونقوله، على الرغم من علم الله به، الله الذى آمَنَّا بقدرته على الخلق من العدم، ألا نؤمن بأن علمه لا يحده زمان أو مكان؟ وأتذكر قصة العابد الذى أجبروه على واحد من ثلاثة اختيارات تَعِسَةٍ: مواقعة امرأة أو قتل طفل أو شرب الخمر، فاختار المسكين بحسن نية أن يشرب الخمر على أنها أقل الأضرار، ففقد رشده، وقتل الطفل، وَزَنَا بالمرأة. تُروى هذه القصة لتأكيد خطورة الخمر وكل ما يُذهب العقل، وأستخدمها أنا لتأكيد أهمية الاختيار القائم على فهم حقيقىٍّ ورؤية واضحة للأمور.يصرخ الموظف فى الأفلام والمسلسلات دائمًا: «يعنى أسرق؟»، وتتابعه الكاميرا، فنجده فظًّا غليظًا يعامل الناس بمنتهى الحدة، تكشيرته لا تجذب إلا الذباب، ويتحدث طوال الوقت عن الشرف والأمانة، ويلعن حظه، والغلاء، والناس المستعجلين. لا تظهر ابتسامته إلا حينما يحقق النصر، والنصر فى حالته هو الضغط على الضحية حتى تنتهى المصارعة بلمس الأكتاف واستسلام المدعو مواطنًا لطلباته، فيبادر بتقديم الرشوة.يقبل الرشوة، ويتعفف عن السرقة! يتوهم أن الرشوة أقل جرمًا من السرقة، وأزعم أنا أن العكس هو الصحيح. وَلْنَعُدْ إلى التعريفات التى أُحِبُّهَا: ما هى الرشوة؟ الرشوة هى أموال أو خدمات مادية يقدمها طرف لآخر كى يؤدى له خدمة استثنائية تعود عليه بالفائدة.هذه الخدمة يمكن أن تكون مشروعة ومستحقة، ويمكن أن تكون غير ذلك. ولنبدأ بالخدمة غير المشروعة التى تُؤَدَّى مقابل رشوة، هذه بالنسبة إلىَّ عملية سرقة اشترك فيها طرفان أو أكثر كما هو الحال فى العصابات. وأقصد بذلك أن الراشى والمرتشى كلاهما لص.أما الخدمة المشروعة مقابل رشوة، فتعريفها عندى لا يخرج عن السرقة بالإكراه.. والإكراه لا يشترط أن يكون باستخدام مطواة «قرن غزال» كما يحدث فى الأتوبيس لجمع المحافظ والساعات وحديثًا الموبايلات.السرقة بالإكراه ليست بالضرورة عملية سطو مسلح على بنك العاصمة.الرشوة سرقة بالإكراه، حيث إن الراشى فى هذه الحالة يعلم أنه لا يطلب إلا حقًّا مشروعًا، ومع ذلك يجد نفسه مضطرًّا للسداد تحت ضغط، أو تحت الإكراه.والحل؟ نتوقف كلنا عن الخضوع لكل أشكال الرشوة. تقولون: «يا سلام.. بهذه البساطة تتصور حلاًّ لمشكلة متأصلة فى مجتمعنا؟» نعم.. ولا حَلَّ سواه، وَلْنَنْسَ كُلُّنَا الفتوى التى أُشَكِّكُ كثيرًا فى صِحَّتِهَا، وهى أنه لا ذَنْبَ على الراشى لو كان لا يطلب أكثر من حقه. أَغْفَلَتْ هذه الفتوى حقائق عدة تتعلق بطبائع البشر، فالمرتشى حين يقبض منى لتسهيل حصولى على حقى، سيضاعف العراقيل فى وجه من يأتى بعدى لِيَفْعَلَ نفس الشىء، ويظل فى حالة تصعيد غير محدودة، أم أنكم تعرفون طماعًا قنوعًا؟ البحر يحب الزيادة.بمنتهى الشجاعة والموضوعية ونقد الذات أقول :المرتشى مُخَّير والراشى مُخَّير وكلاهما وقعته سوداء مالم يَتُب ويُصلح.لنترك كلنا الرشوة.. ونحدد يومًا نعلن فيه نهاية الرشوة فى مصر، وليكن يوم ١٠/ ١٠/ ٢٠١٠ و«بجملة الأعياد». المصري اليوم
| |
|
فارس الظلام عضو ذهبى
عدد الرسائل : 370 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 02/02/2010
| موضوع: رد: أين الحكمة؟؟ الخميس فبراير 18, 2010 9:38 pm | |
| فعلا الانسان مخير فيما يفعله فهى تصرفاته هويصنعها ويتحكم فيها اما القدر من الله لا يمكن ان نغيره
بس فى هذا الامر مخير الراشى والمرتشى لابد ان يصبر الموظف مثلا على قله المال لعله اختبار من الله ولا يشتكى سوء حاله للناس فلا يجوز ان يشكى الخالق للناس لان الناس مخلوقات زيه
بل يصبر وان الله مع الصابرين
وشكرااا لهذا الموضوع الجميل الرائع فهو موضوع ضرورى فى وقتنا هذا وجزاكى الله كل خير | |
|