بسم الله الرحمن الرحيم
ممما اعجبني
مهما قيل عن ميل الناس الي ان يتخذوا االقرارات المهمه في حياتهم باستقلاليه ووفق ما يرونه ملائما ومنسجما مع رغباتهم فان
الناس اميل الي التشاور الي سماع النصيحه من اخرين من محيط قد يضيق وقد يتسع من الاصدقاء والمعارف وزوى الخبره
قبل الاقدام علي الخطوات التى يريدونها وقد يستمع هؤلاء الي النصيحه دون ان ياخذوا بها او لا يجدونها مقنعه ولكن مجرد
الاستماع اليها يحقق اليهم شعورا بالطمانينه من نوع ما وغالبا ما يكون طلب المشوره هو اشبه بتفكير بصوت عال لانك حين
تتحدث الي صديق عن مشكله تواجهك وتقوم بالتعبير عنها في كلماتك وفي جمل تكون كمن يضع المشكله في اطارها والتفكير
المسموع .التفكير بالكلمات .وهو غير التفكير الصامت لان هذا الاخير اقرب الي المنولوج الداخلي بينما الاول اقرب الي الحوار
كانك حين تصيغ المشكله في كلمات تكون قد اخترت ما تظنه التوصيف الاقرب اليها.
ان اكثر الناس خبره ودرايه في الحياه يحتاجون في لحظات الي ما يشاورونه الي من يستمعون الي وجهه نظر وهذاصحيح لان
المرءالحائر ايذاء قرار ما من القرارات التى ينوي اتخاذها غالب ما يكون في تلك اللحظه خاضعا لضغط ظرف معين لضغط
حدث آنى او حاجه فوريه وهو بذلك غير قادر علي تلمس الجوانب المختلفه للمشكله التى هو بصدد التعامل معها.
موضوع النصائح لا يخلو من المفارقات بينها اننا احيانا نطلب النصح من الاخرين في الوقت الذى نكون في ذواتنا قد عقدنا العزم
علي ان ننفذ ما قررناه في ازهاننا سلفا بل ونحن نطب المشوره نقوم بتقديم تلك العناصر التى تجعل من يستمع الينا يصل الي
النتيجه زاتها التى وصلنا اليها نفعل بذلك بالغاء او اخفاء او التقليل من اهميه العناصر التى يمكن ان تغلب رأيا آخر نقيضا للذى
نشتهيه فالصوره التى نقدمها عن مشكله ما ليست صوره موضوعيه بالمطلق مهما سعينا لان يكون الامر كذلك ان الجانب الذاتى
هنا يبرز بقوة وقد يطغي احيانا .
ومن نطلب منهم المشوره هم اناس مختلفون ولكل طريقته في التفكير وفي رؤيه الامور وبالتالي تتعددالنصائح بتعدد
الاشخاص .
ومن النادر ان يتفق الناس عن راي واحد فتجد نفسك ايذاء كم من الاراء لاتدري ايها الانسب .
وهناك بعض البشر الذين يجدون ان من واجبهم اسداء النصح لاخرين ،هؤلاء متبرعون دائما ليقولوا لسواهم ما الذى عليهم
فعله . وما الذى عليهم عدم فعله،وغالبا ما يكون في سلوكهم هذا الشيء من "الحشريه" والتطفل علي الحياه الخاصه
لاخرين. وغالبا ايضا ما يكون هؤلاء هم انفسهم احوج ما يكونون لاتباع النصائح التى يسدونها.
وبعيدا عن كل هذا يوجد في حياه كل واحد منا دائما شخص عزيز اليف الي النفس قريب من الروح والقلب ،هو مستودع اسرارنا
،وهو الواحه التى نلجأ اليا كلما شعرنا بالتعب،فنجد اليها الأمان وطمأنينه البال.