لونى على شعب من شعوب الدنيا لديه هذه القدرة على الصبر والتحمل مثل الشعب
المصرى!! هذه القدرة التى كانت ومازالت يحتار فيها علماء الأجناس من جميع
دول العالم.. من أين لهذا الشعب هذه القدرة غير العادية على الصبر وتحمل
المكاره؟ يحملها على أكتافه، ويمضى فى استكمال مشوار حياته عبر آلاف
السنين وحتى الآن.. أغوص فى أعماق تاريخ أمتنا المصرية لعلى أبلغ
الأسباب...
دلونى على شعب يصبر ويتحمل ٢٠ عاماً يجر الأحجار من هضبة
المقطم حتى هضبة الجيزة (وزن الحجر الواحد ٣ أطنان - مسافة ٢٠ كيلو عبر
النيل) ليبنى مدفناً للفرعون الذى يحكمه على شكل هرم؟ دللونى على شعب تعرض
لغزوات واحتلال من العديد من أجناس الأرض «حيثيين وفرس ورومان»، وصبر
وتحمل وراحت هذه الأمم وبقى هو، حتى جاءه حملة الدين الإسلامى الذى يبشر
الصابرين ويتحدث عن الصبر، وتحمل المكاره فى أكثر من ٦٠ موضعاً فى القرآن
الكريم لينسجم هذا الشعب ويتفق هواه مع هذا الدين، الذى يقدس الصبر ويدعو
إليه، فيحسن إسلام المصريين ويتصدون لنشر هذه الدعوة والدفاع عنها عبر
التاريخ..
دلونى على شعب يحفر بيديه وبالغلق والفأس قناة طولها ١٦٠
كيلومتراً بعرض ٦٠ متراً وعمق ٢٠ متراً (وقت إنشائها) أى يحفر وينقل حوالى
١٠٠ مليون متر مكعب رمل بيديه على مدار عشر سنوات...
من المؤكد أن
هذا الموروث من الصبر، وقوة التحمل للشعب المصرى عبر آلاف السنين قد تشبعت
به جينات المصريين الوراثية، فانتقل من جيل إلى جيل حتى زماننا الحاضر،
وها نحن أبناء الجيل الحالى عبر ستة عقود مضت نصبر ونتحمل ونتكيف مع ما لا
يطيقه بشر من «بلاوى» ومصائب تتساقط على أكتافنا، سواء من شعوب شقيقة
تجاورنا.. طفح بنا الكيل ونحن نجاهد لحل مشاكلهم، ولا نلقى إلا الجحود
والنكران، ونحن صابرون مضحون!!
أو ما نتلقاه من مصاعب سببتها سياسات
حكومات مصرية فاشلة تدير أمور مصر الداخلية برؤى ضحلة، تخرجنا من نقرة
لنقع فى دُحديرة!! دلونى على شعب من شعوب الأرض يتحمل ويصبر على عدم توافر
الأقل القليل من مستلزمات الحياة، لقمة الخبز، وشربة الماء النظيفة، وطاقة
وقود لممارسة الحد الأدنى من سبل الحياة!!..
دلونى على شعب يخرج من
أزمة ليدخل فى أزمة على مدى خمسين عاماً.. إن هذا الشعب يتسم بالصبر
والتحمل.. إننى على يقين - وبرحمة ربى - سوف يدخل هذا الشعب بكامله الجنة،
وثقتى برحمة الله الواسعة الذى يرى عباده المصريين وقد تحملوا ما لاقوه
ويلاقونه من عذاب على الأرض، يطهرهم ويكفر عن ذنوبهم فى حياتهم الدنيا،
فيدخلهم ربهم جناته، فأبشر يا شعب مصر واصبر واحتسب فإن موعدكم الجنة