][size=21][size=24][b]صديقي الرقيق
جاء الى شارعنا منذ عامين و بالصدفة اخبرني انه يماثلني في العمر فكلانا خريج كلية التجارة دفعة الفين و خمسة.. اخبرني أنه يعمل في أحد شركات القطاع الخاص بمرتب ألف جنيه تقريبا .. ذهبت لزيارته أول ما جاء الى شارعنا فأحببته حبا خالصا من قلبي نظرا لطيبة قلبه و صفاء روحه ، أما عن أمه فتلك قصة أخرى .. مهما وصفت فلن أستطيع وصف كرم و طيبة هذه المرأة الحنون التي جاءت مع ابنها من ريف كفر الشيخ الهادىء الى مدينتنا المجنونة التي تشع صخبا و هرجا.. بدينة هي نوعا ما نقية البشرة بيضاء للغاية تتسم ملامحها بالوداعة و الحلم .. علمت أن زوجها توفي منذ خمسة اعوام و انتقلت الى شارعنا من كفر الشيخ نظرا لمشاكل مع أشقاء زوجها طالبوا فيها الأم ان تغادر منزل العائلة هي و ابنها لتسهيل زواج شقيق أصغر لهم يريد أن يتزوج في بيت العائلة .. طبعا دبت خلافات حادة بين عائلتها و عائلة المتوفي بيد أن المرأة اللبيبة الراشدة سمت بنفسها عن المنغصات المادية الحقيرة – من وجهة نظرها- التي تكدر صفو حياتها و باعت قطعة ارض صغيرة كانت تملكها و انتقلت مع ابنها الحبيب للاقامة في العاصمة التي طالما حلمت بالحياة فيها و التي يعمل بها ابنها .. قلت لها يومئذ :- مدينتنا تعج بالشرور قالت بفطنة:- الحكيم من يعرف الشر و يتجنبه ضحكت من قلبي قائلا:- الناس هنا شديدوا المراس خبثاء الأنفس قالت:- يا ولدي دع الامور تجري بمقاديرها قوت أواصر الصداقة بيني وبين هذه العائلة المكونة من فردين نظرا لاحساسي بطيبتهم الشديدة و علمت من صديقي أنه يبحث عن عروس فرشحت له ابنة عمي و تمت مقابلة بيني و بينها في منزلي الا انهما لم يرتاحا لبعضهما رغم ان كلاهما طيب القلب صافي النفس .قلت له مازحا:- سبحان الله كلاكما ملاك طاهرقال برصانة:- البشر بشر و ليسوا ملائكةقلت:- الأرواح جنود مجندة ما تقابل منها ائتلف و ما تنافر منها اختلفقال:- صدق الرسول الكريم بعد ذلك صارحني بأنه يتمنى أن يراني زوجا فأخبرته أني لا أفكر في الأمر حاليا لأنني جد مشغول بعملي كمحاسب في أحد شركات الأخشاب و بعد انتهاء عملي أقف في سنترال أملكه .قال حينها:- الاستقرار حسن قلت:- لا تشغل بالك بيمرت الأيام فمرضت أم صديقي و تطلب الوضع أن تقوم بعمل غسيل للكلى ثلاث مرات اسبوعيا .. كان صديقي يذهب بها الى المستشفى لعمل الجلسات و يعود رغم ما يجسمه ذلك من عناء و تعب بعد عودته من عمله في القطاع الخاص.. تعرف صديقي أثناء ذلك على صيدلانية تعمل في الصيدلية التابعة للمستشفى التي تغسل أمه فيها الكلى ، تقدم لخطبتها و سرت الأم بذلك كثيرا لأنها كانت تعلم- على ما أعتقد- أنها مقبلة على حالة فشل كلوي.تمت اجراءات الخطبة في حفل عائلي صغير في منزل خطيبته الا أنني لم أرتح لهذه العائلة التي يريد مناسبتها فقد علمت من بعض أصدقائي أن هذه العائلة لا تهتم الا بالماديات و من منطلق خوفي من أن يغدروا به صارحته قائلا:- علمت كذا و كذا قال بتوتر:- ألاحظ أشياء مثل هذهقلت:- أصليت استخارةقال:- ثلاث مرات ، لم أحلم بشيء و أنا مرتاح للأمر قلت :- عموما كن على أهبة الاستعداد لغدر وشيككما أحس قلبي و كما أخبرني أصدقائي دبت الخلافات بين العائلتين بسبب تعنت الأب في المطالب المادية و قامت الفتاة- التي اسمها نهى- بتصنع المشاكل مع صديقي الذي لم يكن يعاملها الا بكل احترام و حب.. صادفته يوما و هو يشتري دبدوبا من أحد محلات الهدايا فقلت له:- لمنقال:- لنهىقلت:-أتعشم أن تكون مشاعرها تجاهك بنفس القدرقال:- عندما تحسن لشخص فإنه سيحبك أما سمعت قول الشاعرأحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما استعبد الانسان إحسانقلت:- ليس هذا في حالة أشخاص لا تعنيهم إلا المادةفي خريف هذا العام كنت أشتري ملابسا لي من أحد المولات بالجيزة فلمحت نهى مع شخصين- أعتقد أنهما والديها- جالسين مع شخص تبدو عليه آيات الثراء و النعمة في كافيتيريا المول .تملكني الذهول فلم أتوقع أن يصل الغدر لهذا الحد فأخبرت صديقيفإذا به يقول بحزن:- لم تعد ترد حتى على المحمولذهب إليهم و الحياة مسودة في وجهه ففاجؤوه بأنهم لن يعطوه الشبكة لأنه هو الذي يريد إنهاء الخطبة و أنني كاذب و ما قلته محض افتراءات .عاد إلي قائلا:- اصدقني القولانفجرت في وجهه صارخا:- طالما كنت لك نعم الصديق و لم أخبىء عنك شيئا في يوم من الأيام ،أبعد ذلك كله تكذبني و تصدقهمقال معتذرا:- إني جد آسفقلت:- يبدو على الشخص الذي قابلوه الثراءقال:- المال ليس كل شيء ، الأخلاق أهمقلت:- أما سمعت قول الشافعيو أنطقت الدراهم بعد صمت أناسا بعدما كانوا سكوتا فما عطفوا على أحد بفضل ولا عرفوا لمكرمة ثبوتاأخذت هذه العائلة تتلاعب بصديقي بشكل حقيرمخز و فاضح مما استفزني بشدة فذهبت الى نهى في الصيدلية التي تعمل بها قائلا لها بصوت خافت:- أريد محادثتك خارج الصيدلية لدقيقتينقالت متسائلة باستنكار:- من أنتقلت:- الصديق الصدوق لخطيبكوقفت معي خارج الصيدلية لدقيقتين أعلمتها خلالهما ما أعلمه فإذا وجهها يكسوه الحرج البالغ قبل أن تأخذها العزة بالإثم و تقول:- هذا مستقبل و ليس لعباقلت:- ردي إليه إذا شبكته قالت محتجة:- أبعد زياراته المتكررة و دخوله و خروجه ثم إن الآخر في الخليج و لن يعود قبل ثلاثة أشهر.
قلت:- طبعا أخبرتموه أنك غير مخطوبة . صمتت فأيقنت صدق حدسي فاستطردت:- طبعا في هذه الفترة حتى عودته من الخليج يكون صديقي قد ملك و ترك لك الجمل بما حمل. قالت بصفاقة:- لم يضربه أحد على يده ليتقدم لخطبتي[size=12][/b].[/b]
[/[/size][/b[/size]</STRONG>]size][/b]