اليابانيون والكارتون
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كانت اليابان تمر بأزمة إقتصادية عنيفة، لذلك كان اليابانيون لا ينفقون أموالاهم في الاشياء الهامة بل كانوا ينفقونها في الأشياء الأهم.
كان اليابانيون ينفقون ببخل شديد في أغلب استثماراتهم. ولكن العجيب في الأمر أنهم كانوا ينفقون ببذخ شديد على صناعة أفلام ومسلسلات الكارتون (الرسوم المتحركة). حتى أن صناعة أفلام الكارتون اليابانية خلال فترة قصيرة أصبحت هي المنافس الأول لنظيرتها الأمريكية.
السنيما اليابانية سنيما ضعيفة جدا والأغاني اليابانية لا يسمعها أحد، ومن بين كل وسائل الأعلام سيطر اليابانيون فقط على صناعة أفلام الكارتون. لماذا؟
كان التحدي الأكبر لليابنين بعد الحرب العالمية الثانية هو مدى قدرتهم على الصمود أمام محاولة أمريكا لاحتواءهم وأمركتهم. ورأى اليابنيون أن أفضل طريقة للحفاظ على هويتهم وثقافتهم هي أن يحافظوا على عقول أطفالهم، وكانت أفلام الكارتون هي الوسلية التى أختاروها للحفاظ على هويتهم في عقول أطفالهم.
النتيجة كانت مذهلة فاليابانيون لم يحافظوا فقط على ثقافتهم ولكنهم استطاعوا أن ينشروها بين أطفال العالم بهذه الطريقة العبقرية.
ونحن أقرب مثل على ذلك، فأظنكم ستندهشون عندما تعرفون أن أغلب مسلسلات الكارتون التى شاهدها معظمنا في الوطن العربي في طفولته كانت يابانية ( سندباد، النحلة زينة، جنغر، جريندايزر، كوكي، الليث الأبيض، عدنان ولينا، كابتن ماجد،..............والكثييييييييييير).
ورغم دبلجة (الترجمة الصوتية) كل هذا الكارتون باللغة العربية ولكن أفكاره وثقافته لازالت يابانية بحتة.
لقد أنفق اليابنيون الكثير على كارتون الأطفال وهم الأن يجنون ثمار ما أنفقوه.
.
.
.
.
العرب والفديو كليب
بدأت النهضة الاعلامية العربية متأخرة بعض الشيء عن نظيرتها اليابانية، ففي الستينيات من هذا القرن ظهرت التلفزيونات في بعض الدول العربية وكان دورها قاصر على توجيه العقل العربي بما يتماشي مع سياسات الحكومات العربية. وفي التسعينيات من القرن الماضي بدأ العرب يشعرون بهذه الفجوة الاعلامية بينهم وبين غيرهم فحدث تطور كبير في الاعلام العربي متمثلا في شراء العرب لقمرين صناعيين مع اطلاق العشرات من القنوات الفضائية الحرة والتى لا تهتم بجانب سياسي معين بقدر ما تهتم بالجانب الافتصادي.
كان وضع العرب عند هذه اللحظة مشابها لوضع اليابانيين بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن العرب اختاروا الاستثمار في أشكال أخرى من الاعلام أهمها الفديو كليب والمسلسلات الدرامية (إثارة + ترفيه).
العرب ينفقون على الفديو كليب بنفس البذخ الذي ينفق به اليابانيون على الكارتون.
العرب ينفقون الكثير على الفديو كليب فماذا سيجنون في المستقبل؟..
.
.
.
باختصار شــديـــد
الاعلام الياباني اختار الاستثمار في عـقـول الأطفـال
الاعلام العربي اختار الاستثمار في عـيـون الرجـال..
.
.
.
.