البكاء على الأطلال الخربة

[color:0692=red[size=24[color:904b=darkblue]]]كثير منا يتذكر أمورا سابقة يندم أنه لم يتخذ فيها القرار الفلاني... أو أنه لم يبتعد في أمر كان يحتم عليه الابتعاد... كثير منا يظل يتذكر الماضي و يحزن و كأنه امرىء القيس يبكي على أطلاله.. يقول لو فعلت كذا لكنت كذا... و لو قلت كذا لحصل كذا.... يعلمنا رسول الله أن لو تفتح عمل الشيطان لأنها تستدعي الماضي بعدما أدبر و ولى و أصبح طي النسيان لكن... كثير منا لا يريد أن ينسى و يظل يعذب نفسه بالماضي و الذكريات الأليمة..
. صحيح أن هناك ما لا يمكن أن ننساه و ان هناك جروح لا تندمل حتى عن طريق الزمن ... لكن يحضرني قول لسهيل ابن عمرو وقت وفاته عندما قال لابنه... اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك.... هكذا الدنيا ... أمور سبق فيها علم الغيب فسر في ركابها و تحمل عصف الرياح الهوجاء و لفح النيران المتقدة... انظر للمستقبل فهو حرى بأن تستثمره في أشياء مفيدة و اعلم أنه لا زال أمامك الكثير لتفعله... المستقبل نصنعه بأيدينا و بإرادتنا و لا زال العمر بإذن الله أمامنا لنفعل الكثير و الكثير.... مجرد تنظيم الوقت يحسن أداءنا و يعلو بقيمتنا و ارادتنا الى القمم الشماء العوالي..
. و لنكن يدا واحدة في فعل الخير و الابتسام للدنيا حتى لو أدبرت فمن وجد الله فماذا فقد و من فقد الله فماذا وجد.. و كلنا ذاهبون لمستقر و مقام نعلمه جميعا فما ضير الصبر و الانتظار حتى لو ادلهم الليل و احمرت الحدق و عربدت العواصف....
ابتسموا للدنيا جميعا و اطعنوا عدونا الهم و اليأس بخنجر مسموم... و اصبروا و تجلدوا ... و من صبر بلغ المنزل... و لنكف عن استدعاء الماضي الأليم و حتى إن قمنا باستدعائه فلا يجب أن نجعله يؤثر على مشاعرنا... انيروا ظلام الليل بنور بصائركم و تحدوا ضربات القدر بجلد و صمت و ستبلغون هدفكم .. صدقوني... كل ما عليكم هو العمل الدؤوب و الصبر ... فقط ... [/color][/size]