????
زائر
 |  موضوع: مناجاة الدمية  الجمعة أبريل 10, 2009 1:09 am | |
| مناجاة الدمية
[b]كنت أنا و هو نعمل في جمعية خيرية كبيرة ، كان هو مسئولا عن متابعة أنشطة الجمعية و كنت أنا من أنشط المتطوعين في الجمعية .. كنت في أوقات فراغي أعمل في تلك الجمعية بعد عودتي من البنك مباشرة لألمح نظراته المسددة لي بإمعان و تركيز فلا أملك إلا أن أطرق برأسي أو أديره للاتجاه الآخر عندما يحدث ذلك .. رغم أن علاقتي معه قوية و حديثي معه مستمر إلا أنني بدأت ألحظ إعجابه بي ، التلطف معي في أمر كثيرة دونا عن باقي الفتيات ، تكرار الحديث عن الحب و الزواج .. ذات يوم طلب مني هاتف أبي المحمول فقلت :- لمه
قال بحرج :- ستعلمين حينها .
- لن أعطيك إياه إلا إذا كنت صريحا معي
- أريد أن أخطبك
- ألا تسألني عن رأيي أولا .
- سأتحدث مع والدك حسب الأصول ثم ليكن ما يكون .
أعطيته الرقم فدونه على ذاكرة هاتفه المحمول ثم اتصل بأبي في اليوم التالي
و تطرق الحيث إلى الماديات فقلت لأبي بهمس و هو يحدثه :- ليس هذا وقته
أشارل بذراعه حاسما أن اصمتي فألجمت نفسي بلجام الحلم و سكت إلى أن أغلق أبي الهاتف .
قلت:- كنت شديدا معه
- أنا أتحدث من منطلق واقعي
- ما رأيك
تنهد و قال:- هل هناك قبول من طرفك
- هو شاب محترم ومهذب و....
قاطعني:- سؤالي محدد
- بشأن
تراجع للخلف ثم قال:- سأكون موضوعيا معك، نحن أثرياء و يلزمك زوج ثري مثلك .. هو فتى جيد أوافقك لكن المستوى الذي تعيشين فيه لن يستطيع أن يعادله بإمكاناته البسيطة ، مرتبه نصف مرتبك تقريبا .
- هل هذا هو كل ما تريد قوله .
ابتسم ثم جذبني من خدي الممتليء قائلا :- اصنعي موازنة بين السلبيات والإيجابيات لكن لا تنسي التمهل في الحكم .
قلت و أنا أفكر:- أوامرك يا أبي
ظللت طوال الليل أعقد تلك الموازنة التي تحدث عنها أبي ثم قلت له في الصباح:-
سأرفض
قال و هو يرتدي جاكت بدلته:- كنت ستشقين نفسك إن وافقت .
قال أخي الذي كان يتناول إفطاره:- لم لا نجعله يحضر إلينا لنحكم عليه
قالت أمي:- انتهى الأمر ، أعلميه يا ابنتي بالرفض و كفى .
ذهبت للجمعية في ذلك اليوم فوجدته جالسا خلف المكتب يبتسم لي بترقب ، اقتربت منه قائلة:- كيف حالك يا أسعد .
قال و البشر يطفح على وجهه:- الحمد لله، هل أسمع ردا اليوم .
قلت و أنا أجلس قبالته :- يستحسن أن نظل أخوين
ساد الوجوم على وجهه المكفهر ثم تمالك أعصابه و قال متصنعا المرح :- كما تشائين .
ثم حول بصره للورق الذي أمامه فعلمت أنه يجاهد محاولا التغلب على صدمته المختلطة بحرجه فقمت قائلة:- سأعود إلى منزلي الآن ، لا أقدر على العمل التطوعي اليوم لشدة تعبي .
رأيته يضع يده أسفل المكتب ثم يخرج دمية على شكل دب قائلا بحزن لم تستطع نبرات صوته القوية إخفاء معالمه :- كنت سأهديك هذه الدمية في حال موافقتك ، لكنك رفضت إلا أنني لن أعطيها لأحد سواك
قلت:- لا حاجة لذلك .
صمم و كأنه يستغيث:- أرجوك
ببرود و لا مبالاة أخذت منه الدمية ثم عدت لمنزلي فوجدت أمي تقول ضاحكة:- هل هناك قصة حب ستبدأ.
قلت بأسف:- بل قصة حب انتهت و كانت من طرف واحد
قالت بجدية:- أعلمتيه بالرفض
- حالته كانت سيئة عندما قذفت الإجابة في وجهه قذفا
- لم تكن هناك حاجة لهذا الأسلوب المباشر ، كان من الممكن إنهاء كل شيء عبر الهاتف.
- سبق السيف العذل
- صدقت
بعد ستة أشهر تقدم لخطبتي زميل لي في البنك الذي أعمل به فسأل أبي عنه ثم علمنا أنه من عائلة طيبة و ثرية فوافقنا عليه ، بعد أسابيع تمت الخطبة في ناد كبير و دعوت فيها جميع زملائي في الجمعية الخيرية حتى أسعد الذي حضر مرتديا بذلة كحلية لامعة .. أثناء الخطبة كنت أسترق النظر إليه الفينة بعد الفينة لأطالع ردود أفعاله فوجدته يتألم في صمت ، خبرتي في التعامل معه خلال الأعوام السابقة جعلتني أدرك أنه يتألم و إن كان يظهر الفرح .. لم يعنني الأمر كثيرا و عندما قابلته في الجمعية بعدها بيومين قال لي بآلية :- مبروك
- عقبالك
نظر لي نظرة خاوية ثم قال:- خطوبتي بعد أسبوع و أنت بالطبع أول المدعوين.
قلت :- من سعيدة الحظ
- ناهد زميلتنا في الجمعية
- أحسنت الاختيار ، إنها فتاة طيبة
- إنها من أعز أصدقائك
كان يطرق على وتر حساس ليطالع رد فعلي فقلت:- أنت و ناهد أخوين بالنسبة لي و أتمنى لكما السعادة من صميم قلبي .
- رحلة كفاح ستبدأ بمجرد زواجنا
- أعانكما الله على ما ستحملانه من هموم
- الجهاز ، البحث عن شقة، أمور كثيرة نحمل همها
- من حسن الحظ أن كلاكما يعمل
- كنت أتمنى أن تمكث في البيت لتربي الأولاد لكنها القسمة و النصيب ، نحن نحتاج لكل مليم من أجل تربية الأولاد
قمت قائلة:- متى الخطوبة
- بعد أسبوع في القوات المسلحة
حضرت خطوبة أسعد فلاحظت أن ناهد تبدو أسعد منه كثيرا ، قلت لنفسي هل كانت خطبته لناهد من أجل أن يندمل الجرح الذي سببته له .. الأمر قضاء و قدر لكن عيناه الواسعتين تشعان بالحزن ، حزن لا يعلمه غيري أنا الذي طالما نظرت في عينيه الواسعتين ، هل كان يتمنى أن أكون مكانها ، لست أدري ؟؟
إن كان يفكر بذلك فهو حقا يعب نفسه و يشقي نفسه بيديه .
بعد أشهر من خطوبة أسعد تزوجت أشرف ذلك الشاب المهذب الهاديء زواجا تقليديا و عشت معه شهرين من أجمل شهور حياتي إلى أن دق ناقوس الشقاء دقاته الرنانة التي كدرت صفو حياتي .. لمحت بعد شهرين من زواجي بأشرف شريطا مخدرا ممنوع صرفه إلا بروشتة طبيب فهاجمته بعنف فإذا به يقول متلطفا:- هذا أمر لن يتكرر
قلت و الغضب يستبد بي:- إياك أن تنجرف لهذه الهاوية .
ظل يتناول تلك الأشرطة و يحاول إقناعي بأن هذا شيء عادي فشكوته لأبيه الذي قال :- هذا نزق شباب و سيتعقل .
قلت كقطة شرسة:- أي نزق شباب ،إنه يبلغ من العمر التاسعة و العشرين .
قال صارما:-أنت زوجته فأعينيه
همام الشوربجي أحد أصدقاء زوجي و هو المسئول الأول عن ادمان زوجي هو
و شلته في النادي الذي يرتاده زوجي دائما ، طلبت من أشرف أن يقطع علاقته بتلك الشلة فقال:- إنهم طيبون
قلت هائجة:- شياطين ستوردك موارد الهلكة
- ليس لهذا الحد
بدأ زوجي بعد حديثنا هذا بأسبوع في التدخين فقلت بيأس:- أنت تضيع
استمر الحال من سيء لأسوأ ثم فوجئت بأن زوجي أصبح يدخن الحشيش و يتعاطى الأفيون إضافة لتلك الحبوب الممنوعة فكنت أبكي بالليالي و زوجي يحاول تهدئتي و لكن بلا فائدة ، قلت له من وسط دموعي :- لن أكمل معك حياتي إن استمريت هكذا .
قال بتوتر:- أنا أحبك
- أفعالك تدمر حبنا
[/b] |
|
