????
زائر
 |  موضوع: اللثام الأسود .... الجزء الثالث  الخميس أبريل 09, 2009 10:41 pm | |
|
بعد دخولهم الكهف أشعلوا جميعا نارا في مشاعلهم ليتمكنوا من رؤية الكهف من الداخل ثم ساروا على مهل حتى وجدوا الفارس ساندا ظهره على الجدار فاردا قدميه مغمضا عينيه.
قال أحد الرجال بصوت خافت:- يبدو أنه نائم .
لم يكد يتم عبارته حتى ألفى الفارس الملثم خلفه يحيط عنقه بساعده الأيمن و من ثم يضع خنجرا على عنقه و يستدير به لمواجهة الجمع.
قال أحد الرجال بتعجل:- رويدك أيها الملثم نحن لا نقصد إيذاؤك .
قال رجل آخر:- أنت أملنا الوحيد .
قال الفارس:- اخرجو جميعا و إلا قتلته.
أخرجوا سيوفهم من جراباتهم و ألقوها جميعا على الأرض قائلين:- هذا دليل على حسن النوايا.
دفع الملثم الرجل الذي يأسره قائلا:- ألق سيفك أنت أيضا.
نزع الرجل سيفه من جرابه و ألقاه فقال الفارس:- أريد البقاء وحدي و لا أريد الاختلاط بأحد.
قال أحد الرجال:- أنا زعيم هؤلاء .. هلا جلست و سمعت.
قال الفارس:- لم يقصدني أحد من قبل .
قال الرجل:- ها قد حان الوقت .. أرجوك كن عاقلا و استمع لنا .
قال الملثم :- ماذا تريدون.
قال الرجل:- ثمة نبوءة تؤرقنا و تقض مضاجعنا و لابد أن تستمع لنا فنحن قد أصبحنا متيقنين أنك الشخص المراد .
قال الفارس:- أكمل
قال الرجل:- أنت تعلم أن مملكتنا و المملكة المجاورة قد أصبحتا مملكة واحدة منذ مقتل ملك المملكة المجاورة و اختفاء ابنه .
قال الملثم:- كان احتلالا غاشما.
قال الرجل مفسرا:- قتلت أميرتنا غدرا و عدوانا و كان لابد لملكنا من الانتقام .
قال الملثم بأسف:- معك حق
استطرد الرجل:- ليس هذا موضوعنا .. منذ عشرات السنين كان هناك حكيم—هو جدي بالمناسبة-- في مملكتنا يتنبأ بكل ما يقع من أحداث مما جعل كثيرا من أهل المملكة يعتمدون عليه في كثير من الأمور... قبل وفاته بمدة كتب هذا الحكيم وصيته الأخيرة في رقعة من الجلد
و دفنها بمحاذاة بيته و أمر ألا تقرأ إلا بعد وفاته .
صمت الرجل ليلتقط أنفاسه فاستطرد آخر:- بعد وفاته حفرنا الأرض و استخرجنا رقعة الجلد فوجدناه يتبأ باستفحال الظلم و انتشار الطغيان و أن خلاص مملكتنا لن يتسنى لنا إلا إذا قادنا فارس يتلثم بلثام أسود سلسل عائلة من الملوك .
قال الملثم:- خبر عجيب .
تابع الرجل:- كما كتب في الرقعة أن هذا الفارس سيعيش في أحد الكهوف و أن الوحوش ستهابه لشدة بطشه و قوته.
قال الملثم:- و هل كتب في الرقعة لماذا أتلثم بلثام أسود
قال الرجل :- نعم
أولا:- لحزنك على حبيبة فقدتها
ثانيا:- لإصابتك بالجذام و سقوط أنفك
ثالثا:- لإخفاء شخصيتك
قال الملثم بذهول:- أي رجل هذا .
قال الرجل:- كان حكيم مملكتنا إلا أن الملك قتله بعد أن ألح عليه في إنهاء الظلم و الطغيان.
قال الملثم:- هكذا الظلمة دائما لا مناص أمامهم إلا استخدام القوة .
قال الرجل:- صدقت و جميعنا مؤمنون بنبوءة حكيمنا و لا أمل في الخلاص من حاكمنا الظالم إلا بواسطتك .
قال الملثم:- مروا علي غدا ريثما أفكر في الأمر .
مروا عليه في اليوم التالي فوجدوه يتدرب على شجرة ضخمة بسيفه.
قال زعيم الرجال :- ما قولك
قال الملثم:- الموافقة .
قال الزعيم :- أعددنا خطة محكمة
قال الملثم:- فلنجلس لنتشاور.
جلسوا جميعا فقال زعيم الرجال:- القلعة التي يسكنها الملك تحوي أربعة أبراج للحراسة .. قمنا بصنع طائرات شراعية فوق سطح الجبل المتاخم للقلعةو سيقوم الرماة من فوق الطائرات بقتل حراس الأبراج و هم في الهواء
و على سطح البرج الذي سنهبط عليه سينتظرنا فارس كهل يعمل لصالحنا ليدلنا على طريق الهبوط لبوابة القلعة الرئيسية التي سينتظر أمامها الثوار بعد أن نطلق إشارة تشير لمقتل جميع حراس الأبراج.
قال الملثم:- هذا لابد أن يتم بسرعة.
قال الرجل:- و بتنسيق دقيق.
قال الملثم سأكون على أحد هذه الطائرات الشراعية لأفتح لكم البوابة .
قال الرجل جزعا:- هذا خطر جدا .. سيقابلك أثناء هبوطك من أي برج عدد ضخم من الرجال.
قال الملثم :- أنا لن أنتظر أمام البوابة مع الثوار .
قال الرجل:- أنا أخشى عليك
قال الملثم :- فقط سنزيد عدد الطائرات الشراعية لأكثر من أربعة أضعاف حتى يزيد عدد من سيهبطون من البرج ليفتحوا البوابة.
قال الرجل بسعادة و حماس:- فكرة ذكية
قال الملثم:- أمر آخر لابد من اقتحام القلعة قبيل الفجر بقليل حتى يكون الحراس في اوج مللهم و شرودهم.
قال الرجل:- طبعا، و عند سقوط ملكنا الظالم سنعينك وزيرا معاونا لملكنا .
قال الملثم ساخرا:- اخترتم ملككم من الآن
قال الرجل:- إنه أحكمنا و أعدلنا و كل أهل المملكة يحبونه.
قال الملثم:- عسى ألا يتأثر بطغيان المال و الجاه
قال الرجل:- ستكون وزيرنا الأمين و سنعتمد عليك .
قال الفارس ملوحا بذراعه:- لا أريد أية مناصب فقط لنقتحم القلعة ثم نرى ما سيكون بعد ذلك .******
بياض الفجر يدب في تجاليد الظلام دبيب المشيب في تجاليد الشباب.. أثناء ذلك طارت الطائرات الشراعية من فوق الجبل قاصدة قلعة الظلم و الطغيان و قام الرماة فوقها بقتل جميع الحراس قبل أن يفيقوا من ذهولهم ليهبط جميع راكبي الطائرات الشراعية على القلعة قاصدين الفارس الخائن الذي سيدلهم على طريق الهبوط |
|
