الآية الفضية.... الجزء الأخير

زائر

قال الجد و هو يلقي بالمحمول على المنضدة :- انتهت رسائلك بانتهاء حياتك .

ثم اتجه للسرير في خطوات متهالكة بعد أن قبل خلود بين عينيها وهي نائمة .
*****

ذهبت خلود للمدرسة و هي تودع جدها بيدها في مرح .. حاول إثناءها في ذلك اليوم بناء على توصية أحد أصدقائه بأن هذا اليوم سيشهد قصفا عنيفا للغاية ، نام قليلا بعد مغادرة خلود التي غادر مؤيد بعدها بقليل ثم استيقظ على صوت الدوي الذي يصم الآذان .. فتح المصحف بتلقائية فإذا سورة إبراهيم و أخذ يقرأ بصوت خاشع ثم غافلته عيناه مرة أخرى فنام منتظرا خلود .. مر على ميعاد عودتها ساعة بعد استيقاظه فسكن القلق جنباته ، القصف عنيف للغاية يجعله خائفا من الخروج رغم قلقه الشديد على خلود .. النيران تشتعل في المباني التي حوله متلظية متوهجة و من ثم تمتد إلى مبان لم يصلها القصف بينما جهود الإطفاء في أوجها ، ترى أين ذهبت خلود؟؟ ارتدى شماغه على رأسه و معطفا فوق جلبابه ثم لبس خفه و خرج من المنزل وسط دوي النيران .

سار بخطوات هادئة مخفيا قلقه في أعماقه و هو يبحث عن خلود..

مر على إحدى زميلاتها تدعى هنية فأخبرته من خلف أمها التي تقف في مواجهة الباب أنها لم ترها في هذا اليوم ، استمر يبحث عن خلود إلى أن أعياه التعب فعاد إلى المنزل مهموما يائسا ، طلب من بعض أصدقائه أن يوصوا أولادهم بالبحث عنها ثم ارتكن إلى سلم البيت يجافيه النوم .. عاد بعض الأولاد قائلين أنهم لم يجدوها ، ليتك هنا يا مؤيد لتبحث عن شقيقتك لكنه يرابط الآن في شمال المدينة باحثا عن إحدى الحسنيين .

دخل الجد إلى المنزل ليفتح ألبوم صوره محاولا دفع القلق بعيدا عنه ..

هذه صورة لوالده في أواخر الأربعينات مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في سيناء .. صورة أخرى كان والده يعتز بها كثيرا يظهر فيها الإمام الشهيد حسن البنا إلى جانب والده و قد كتب أسفل الصورة ( أخي في الإسلام الإمام الشهيد حسن البنا رحمك الله و أسكنك فسيح جناتك )

.. صورة له أخرى مع والده و عدد من مجاهدي كتائب القسام .. صورة تظهره و هو صغير مع أشقائه التسعة .

يا لها من ذكريات رائعة تذكره بالماضي الجميل ..

بينما هو في خواطره تلك إذ ألحت عليه صورة خلود مداهمة ذاكرته بقوة فانتفض ناظرا إلى ساعته فإذا هي الخامسة عصرا فخرج من منزله و الهواجس المخيفة تعربد في أعماقه .. أين أنت يا حبيبة قلبي؟

سار في الطريق متحسرا فقابله شاب يعدو صارخا:- قتل أكثر من سبع طالبات صغيرات بالقرب من هنا .

صرخ الجد بدوره:- ماذا عن خلود

صاح الشاب :- تعال خلفي

هرول الجد خلف الشاب ليصلوا إلى مبنى متهدم أمامه جمع متجمهر .. وجد الحاج أحمد صديقه يشير له بعدم الاقتراب فقال الجد متلهفا:- هل من شيء بشأن خلود .

اقترب منه الحاج أحمد واضعا ذراعه على كتفه قائلا و هو يناوله الآية الفضية :- أكانت هذه لها .

التقط الجد الآية الفضية مصعوقا قبل أن يتهاوى باكيا بصوت عال فاستطرد الحاج أحمد متألما و دموعه تخرج من عينيه بدوره:- وجدنا أشلاء الأطفال تأكلها الكلاب .

انتهيت يا خلود ...

ضاعت أحلامك و آمالك تحت القصف الذي لم يفرق بين مقاتل و مسالم..

قد يكون رأسك تحت الهديم و قد يكون قد انفجر من قوة الانفجار ..

ضعت يا ابنتي و ضاعت أحلامك الرائعة الجميلة..

ما زالت كلماتك تدوي أصدائها في أذني..

أتمنى أن أصبح طبيبة لأعالج الجرحى يا جدي ...

الأشلاء و الدماء يشهدان بانتهاء أحلامك بينما الآية الفضية أصبحت ذكرى ثانية لشهيدة جديدة ...

مرت ساعة تجمع فيها الناس ثم جمعوا الأشلاء في ملاءات بيضاء أحكموا إغلاقها .. دفنت الجثث تحت الثرى بينما الصراخ و العويل يمزق نياط أقسى القلوب قساوة ثم الصلاة وسط الدموع و الدعاء للشهداء بالرحمة.

عاد منهكا إلى منزله و ارتمى على سريرها باكيا ..

احتضن ألعابها في أسى عميق قبل أن يدخل مؤيد متعبا ينفخ من الغيظ و الغضب .

قال الجد بصوت جامد بارد:- ماذا

قال مؤيد:- قتلوا الكثير منا اليوم

قال الجد و دموعه تسيل :- دفنا خلود اليوم ، استشهدت تحت وطأة قصف عنيف مجنون .

نظر له مؤيد في ذهول.. الملامح المذهولة بعد هنيهة تحولت إلى ملامح مذعورة و كأنها خائفة من المجهول ثم أطرق بوجهه للأرض و هو ينتحب فقال الجد :- تحمل يا ولدي

كان يعلم وقع الصدمة عليه لكنه كان يثق في صلابته و قوته .. في المساء كان و كأنه انتزع الحزن من قلبه انتزاعا فبدا هاديء الملامح قائلا للجد :- أين دفنتم الجثث

قال الجد :- تعال معي

اصطحبه إلى منطقة مقابر قريبة ثم أشار إلى المكان الذي دفنت فيه فاقترب مؤيد من القبر هابطا بركبته للأسفل في مواجهة القبر قبل أن يرفع يديه إلى السماء داعيا:- اللهم تقبلها عندك من الشهداء.. اللهم ارحمها

ثم قام و انتزع غصن زيتون من شجرة قريبة و وضعه على قبرها

و استطرد بلوعة متألمة:- إلى الجنان بإذن الله

ثم وضع يده على كتف الجد و هو يقول:- هيا بنا فأنا لا أقوى على الوقوف هنا كثيرا .
NMF

زائر

تصدق ان بقيت كئيب الايام دى

بتموتها ليه

مفيش نهايه احلى من كده؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زائر

انتا جاي تقولي بعد ما كتبت القصة يا صفوة ... طب كنت قولتلي و أنا باكتبها كنا ظبطنا النهاية مع بعض عموما قوللي على فكرة أي قصة و أنا أظبطها على مزاجك يا برنس

و بعدين القصة دي إهداء خاص ليك يعني مألفها ليك انتا في المقام الأول لأنك ملم بكل أحداث غزة و عندك خبرة جامدة عن الموضوع
كنت عايزك تشكرني بس خاب أملي
صالحني بأة بشكولاتية جالاكسي حجم عائلي من ام تسعة جنيه لإني بحب الجالاكسي مووووت

زائر

على فكره فيه ناس هنا ع المنتدى ايام غزه كان ليها نشاط

م/محمد اللى قلان علينا وبيشارك متقطع كان نزل مجموعه نثريه روعه بعنوان لا يمكن هتحس

وحسام ورضوى كانو بيجيبو اخبار اول باول

وبعدين جالاكسى ايه و9 جنيه ايه

انا اشترى حاجه حلوه ب9 جنيه

تسعه جنيه دى احوشها عشان تمن الشبكه

ومتنساش معادنا الجمعه وقد اعذر من هزر

» صديقي الرقيق.. الجزء الأخير
» القرية المعذبة... الجزء الثاني و الأخير
» حوار الشياطين الجزء الأخير
» مناجاة الدمية... الجزء الأخير
» اللثام الأسود... الجزء الأخير